سرطان البنكرياس هو واحد من أكثر أنواع
السرطانات فتكا، وعادة ما يتم اكتشافه في مراحل متأخرة بسبب أعراضه الغامضة. تشير
الأبحاث الحديثة إلى أن هناك خللاً وراثياً قد يكون وراء الإصابة بهذا النوع من
السرطان، مما يفتح آفاقاً جديدة لفهم أسباب المرض وطرق الوقاية منه.
الخلل الوراثي المشار إليه يتعلق بعدة جينات
معروفة بأنها تلعب دوراً في تطور السرطان. من بين هذه الجينات، يعتبر جين "BRCA2" واحداً من أهم
الجينات المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس. هذا الجين مرتبط أيضاً
بسرطان الثدي والمبيض، مما يشير إلى أن الأفراد الذين يحملون طفرات في هذا الجين
قد يكونون عرضة لأكثر من نوع من السرطانات.
تعمل الجينات الطبيعية على إصلاح الأضرار التي
تصيب الحمض النووي في الخلايا. ولكن عندما يحدث خلل في هذه الجينات، يمكن أن
تتراكم الأضرار دون إصلاح، مما يؤدي إلى نمو غير طبيعي للخلايا وتطور الأورام
السرطانية. الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البنكرياس، خصوصاً إذا
كان هناك حالات إصابة متعددة في الأسرة، قد يكونون في خطر أعلى نتيجة للخلل
الوراثي.
تحديد الخلل الوراثي يساعد الأطباء في اتخاذ
تدابير وقائية، مثل إجراء الفحوصات المبكرة والمتكررة للأشخاص الذين لديهم تاريخ
عائلي أو يحملون طفرات جينية معروفة. كما يمكن أن يساهم في تطوير علاجات مستهدفة
تعتمد على فهم الآليات الجزيئية للخلل الوراثي.
بجانب الجين
"BRCA2"، هناك جينات أخرى مثل "PALB2" و"CDKN2A" و"STK11" ترتبط أيضاً
بزيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس. البحث المستمر في هذا المجال يعزز الأمل في
اكتشافات جديدة تساهم في الوقاية والعلاج.
ختاماً، الخلل الوراثي يلعب دوراً محورياً في
سرطان البنكرياس، وفهم هذا الخلل يمكن أن يكون المفتاح لتحسين التشخيص والعلاج،
مما يمنح المرضى فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة.