غزوة مكة، المعروفة أيضاً بغزوة فتح مكة، وقعت في عام 8 هـ (629 م) عندما تمكن المسلمون من دخول مكة، واستعادة السيطرة عليها، حيث كانت مكة تحت سيطرة قريش، وقد تعرض المسلمون للاضطهاد فيها.
جاءت هذه الغزوة بعد صلح الحديبية، الذي أرسى هدنة بين المسلمين وقريش، مما مهد الطريق لفتح مكة.
وفي عام 317 هـ (929 م)، وقعت حادثة سرقة الحجر الأسود على يد القرامطة، وهم جماعة دينية سياسية خرجت من البحرين، قادهم أبو سعيد الجنابي، الذي قام بخلع الحجر الأسود من مكانه في الكعبة ونقله إلى البحرين.
اعتبرت هذه العملية بمثابة تحدٍ للعباسيين والسلطة الإسلامية، وأثارت ردود فعل قوية في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
ظل الحجر الأسود مغتصباً لمدة 22 عاماً، مما أضر بمكانة الكعبة كوجهة للعبادة.
الصراع بين القرامطة والعباسيين كان معقداً، حيث استغل القرامطة الاضطرابات السياسية والاقتصادية في المنطقة لتوسيع نفوذهم، وقد رُدّت محاولات العباسيين لاستعادة الحجر الأسود بوسائل عسكرية وسياسية، لكنهم واجهوا صعوبة في تحقيق ذلك في البداية.
بعد سنوات، تمكن العباسيون من استعادة الحجر الأسود في عام 339 هـ (950 م)، حيث أعيد الحجر إلى مكانه في الكعبة.
تاريخ غزوة مكة وصراع القرامطة يعكس التحولات الكبرى في التاريخ الإسلامي وتأثيرها على وحدة الأمة، حيث تبرز أهمية الكعبة كمركز روحي وثقافي، ودور الصراعات الداخلية في تشكيل مسارات القوى الإسلامية.