رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

يقود القسام منذ 30 عاما وقيادات في الحركة لا تعرف شكله.. هل تعرف إسرائيل ملامح محمد ضيف؟.. خاص

المصير

الأحد, 14 يوليو, 2024

09:00 م

قبل 20 عاما، كان يحيى عياش العدو رقم واحد للكيان الصهيوني، كان العداء لعياش في العقيدة العسكرية للجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن والمخابرات الإسرائيلية يفوق كل التصورات، كانوا يصفونه بأخطر شخصية على أمن إسرائيل.

كان عياش رغم صغر سنه مهندسا بارعا في صناعة المتفجرات، والمخطط للعمليات الاستشهادية التي انتشرت في حقبة التسعينيات وزلزلت أركان الدولة العبرية.

لم يكن عياش مهندسا ومخططا للعمليات الاستشهادية فقط، بل كان أسطورة في التخفي والتنكر، سواء في زي حاخام أو امرأة، أصاب عياش الإسرائيليين بالرعب والجنون. 

 وحينما تم اغتياله عام 1996 كان يوم عيد وفرحة غير عادية داخل إسرائيل وحزنا غير عادي في فلسطين.

وبعد عياش ظل اسم خليفته في قيادة الجناح العسكري لحركة حماس - كتائب القسام -، غامضا، ومجهولا، وقام هذا الغامض بسلسلة عمليات مرعبة في العمق الإسرائيلي؛ انتقاما لاغتيال يحيى عياش، أدت لمقتل ما يزيد عن 50 إسرائيليا. 


بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2006 من طرف واحد تحت تأثير الضربات القاتلة للمقاومة الفلسطينية، وبعد 10 سنوات من استشهاد يحيى عياش، بدأ اسم محمد الضيف في الظهور للعلن.

يسمونه في حماس القائد العام ويسمونه في غزة الشبح.

والضيف ليس اسمه ولا اسم عائلته، هو لقبه الذي اشتهر به بسبب أنه يحل ضيفا على قيادات المقاومة وكل الناس الثقات، فهو لا يعيش في مكان واحد ولا بيت واحد ولا يجلس في مكان واحد أكثر من ساعات، هو أطول قادة الجناح العسكري لحماس بقاء في منصبه، فكل قادة الجناح العسكري لم يزيد عمر بقائهم في مكانهم أكثر من 5 سنوات على أقصى تقدير، فالاغتيال هو المصير الحتمي لهم.

وبعد أن ظنت دولة الاحتلال الإسرائيلي أن عياش هو أخطر قائد لحماس في تاريخها، خرج لهم محمد الضيف ليثبت لهم أن الحركة قادرة على أن تنجب دائما الأخطر.

قاد الضيف لواء المقاومة المسلحة ضد الكيان الصهيوني لمدة تقترب من 30 سنة، وإسرائيل لا تستطيع الوصول إليه، وهو العدو رقم 1 للكيان المحتل منذ أكثر من 20 سنة، ومع ذلك لم يستطيعوا الوصول إليه، وهو أول شخص على رأس قائمة الاغتيالات الإسرائيلية. 

3 حروب وفي الرابعة بدأ هو الهجوم

مصدر خطورة محمد الضيف أنه ليس فقط زئبق ولا تستطيع إسرائيل الوصول إليه، ولا لكونه درس الكيمياء والفيزياء في الجامعة الإسلامية بغزة، وبالتالي لديه قدرة غير عادية على الإشراف والمشاركة في صناعة الأسلحة ذاتية الصنع للحركة. ولا لدوره البارز في تصميم الأنفاق مصدر قوة حماس في الحرب مع الكيان الصهيوني، مصدر الخطورة الأكبر هو العقيدة العسكرية لـ الضيف التي ترى أنه يجب إزالة الكيان الصهيوني بالكامل من الأراضي المحتلة. 

قاد الضيف المقاومة في 3 حروب طاحنة مع إسرائيل، هى الرصاص المصبوب واستشهد فيها أكثر من 1400 فلسطيني، وقتل فيها العشرات من جنود الاحتلال. 

وفي الحرب الثانية كانت عامود السحاب 2012. 

والحرب الثالثة كانت في 2014 كانت بعنوان الجرف الصامد واستشهد فيها أكثر من 2000 فلسطيني، وقتل فيها من الصهاينة ما يزيد عن 68 جنديا من قوات جيش الاحتلال

كان محمد الضيف هو المطلوب رقم 1 في كل تلك الحروب، لم تستطع إسرائيل الوصول إليه، ولا حتى معرفة شكل وجهه بشكل حاسم ودقيق، فمنذ أول حرب وقعت بين الكيان الصهيوني وغزة عام 2008 ومحمد ضيف لا يعرف عنه أحد شيئا باستثناء دائرة ضيقة للغاية، هى من تعرف شكله وملامحه، وهناك عدد كبير من قيادات حماس لا يعرفون الشكل الحقيقي لمحمد الضيف. 

لقد استفادت الحركة تكتيكيا مما حدث مع يحيى عياش وكل قادة القسام الذين اغتالتهم إسرائيل، وقررت الحركة مع محمد الضيف أن يظل الضيف شبحا، لا يعرفه أحد، قد يسير بجوارك في الشارع دون أن تعرفه، وقد يصلي بجوارك في المسجد دون أن تعرفه. 

وقبل أن تبدأ إسرائيل حربها الرابعة، قام محمد ضيف بالتخطيط لهجوم طوفان الأقصى، ساعده في ذلك ديناميكية وعزيمة يحيى السنوار الذي تولى قيادة الحركة في القطاع خلفا لإسماعيل هنية. 

وكان ضيف أول من ألقى بيانا مسجلا صباح يوم السابع من أكتوبر الماضي بعد بدء تنفيذ طوفان الأقصى بساعات، دعا فيه جميع العرب والمسلمين للنفير العام. 

ومنذ ذلك التاريخ والعداء للضيف تضاعف عدة مرات داخل أروقة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ولكنهم يفشلون للوصول إليه وعاجزين عن معرفة شكله الحقيقي، رغم أن الضيف كان قد تم اعتقاله في السجون الإسرائيلية عام 2000.