عمر بن عبد العزيز، أحد خلفاء الدولة الأموية، يُعد من أبرز القادة الذين حكموا بالعدل والإنصاف. تولى الخلافة في عام 99 هـ (717 م) واستمرت خلافته حتى وفاته في عام 101 هـ (720 م).
يُعرف عمر بن عبد العزيز بلقب "الفاروق" نظراً للعدالة التي حكم بها ولتشبيهه بالخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب.
ولد عمر بن عبد العزيز في المدينة المنورة، ونشأ في بيئة دينية تحت رعاية العلماء والمربين. قبل توليه الخلافة، كان والياً على المدينة المنورة حيث أظهر كفاءة كبيرة في إدارة الأمور وتحقيق العدالة بين الناس.
أبرز إنجازاته كخليفة تشمل:
1. *الإصلاحات الإدارية*: قام عمر بن عبد العزيز بإجراء إصلاحات جذرية في الإدارة المالية للدولة. أعاد النظر في الضرائب والجزية، وألغى بعض الرسوم التي كانت تثقل كاهل الناس، مما أدى إلى تحسين أوضاع المواطنين.
2. *العدالة الاجتماعية*: اهتم بتحقيق العدالة الاجتماعية وحقوق الفقراء والمحتاجين. أرسل مبعوثين إلى مختلف أنحاء الدولة للتأكد من توزيع الثروة بشكل عادل، وعمل على تحسين أوضاع الفلاحين والعمال.
3. *القضاء على الفساد*: سعى إلى القضاء على الفساد الإداري والسياسي. قام بعزل الولاة والمسؤولين الفاسدين وعين بدلاً منهم أشخاصاً معروفين بالتقوى والأمانة.
4. *التسامح الديني*: اتسمت فترة حكمه بالتسامح الديني. أوقف اضطهاد غير المسلمين في الدولة، وعمل على تحسين علاقات المسلمين بغيرهم من الطوائف.
5. *إعادة الحقوق المسلوبة*: أعاد الحقوق إلى أصحابها، وكان حريصاً على رد المظالم والاعتذار للمتضررين.
6. *البناء والتعمير*: أشرف على العديد من مشاريع البناء والتعمير، بما في ذلك بناء المساجد والمدارس والمستشفيات، مما ساهم في ازدهار الدولة وتحسين مستوى معيشة الناس.
توفي عمر بن عبد العزيز بعد فترة حكم قصيرة ولكن مؤثرة، وترك إرثاً من العدالة والإصلاحات التي يُحتذى بها في التاريخ الإسلامي. تعد خلافته مثالاً للقيادة العادلة والرشيدة في الإسلام، ولذا يبقى اسمه خالداً في ذاكرة الأجيال.