بعد ليلة انتخابية وصفت بالصعبة، اعترف رئيس الوزراء البريطاني ريشي
سوناك، من حزب المحافظين، بفوز حزب العمال بالانتخابات التشريعية قائلا: "لقد
كانت ليلة صعبة"
وأقر سوناك بتحمله مسؤولية «خسارة» حزبه قائلا: "إن حزب العمال
المعارض فاز".
وقال رئيس الوزراء المهزوم: "اليوم سيتم تداول السلطة بطريقة
سلمية ومنظمة وبحسن نية من جميع الأطراف. وهذا أمر ينبغي أن يمنحنا الثقة جميعا في
استقرار بلادنا ومستقبلها".
وفي أعقاب النتيجة قال سوناك: "لقد أصدر الشعب البريطاني حكما
تنبيهيا الليلة، هناك الكثير لنتعلمه... وأتحمل مسؤولية الخسارة. إلى العديد من
المرشحين المحافظين الجيدين والمجتهدين الذين خسروا الليلة، على الرغم من جهودهم
الدؤوبة، والأرقام والأداء المحلي،
وتفانيهم في خدمة مجتمعاتهم، أنا اعتذر".
ويبدوا أن هناك أمور خفية قد عجلت
بهزيمة رئيس الوزراء سوناك والذي وصفه البعض بالمتطرف ومنها حرب غزة، حيث كانت مواقف ريشي واضحة من القضية الفلسطينية وقد أعلن في أكثر من موقف دعمه لإسرائيلي في جرائمها الدايمة ضد الشعب الأعزل وضد سكان قطاع غزة.
ومنذ بداية الحرب، تعهد سوناك لنظيره الإسرائيلي بأن
بريطانيا ستقف إلى جانب إسرائيل في «أحلك أوقاتها»، ورحب بقرار السماح بدخول
المساعدات إلى غزة، قائلاً إن إسرائيل تبذل قصارى جهدها للحد من وفيات المدنيين.
وقال سوناك ما نصه: «أعلم أنك تتخذ كل الاحتياطات لتجنب
إيذاء المدنيين في تناقض تام مع إرهابيي (حماس) التي تسعى إلى تعريض المدنيين
للخطر».
وتابع: «أرحب بقراركم الصادر أمس والذي
اتخذتموه لضمان فتح الطرق المؤدية إلى غزة لدخول مساعدات إنسانية... فخور بالوقوف
هنا معك. في أحلك أوقات إسرائيل كصديق لكم. سنقف معكم متضامنين. سنقف مع شعبكم
ونريدكم أن تنتصروا أيضاً».
وعلى صعيد الشان المحلي، لم يتمكن من إقناع الناخبين بأدائه، مع
تزايد الإخفاقات التي وقع فيها خلال فترة قيادته القصيرة لحزب المحافظين، مما أدى
إلى تراجع شعبيته وتزايد الضغوط على الحكومة.
ومن أبرز الأخطاء التي ارتكبها سوناك كانت مرتبطة
بإدارة الملف الاقتصادي، في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد البريطاني تدهوراً
نسبياً ملحوظاً، مع ارتفاع تكلفة المعيشة ومعاناة المواطنين البريطانيين على أكثر
من صعيد.
كذلك ملف الهجرة، بعد أن وعد خلال حملته الانتخابية بتقديم حلول
جذرية لهذا الملف، لكنه لم يحقق الكثير في هذا الصدد. وبدلًا من ذلك، شهدت
بريطانيا تزايدًا في أعداد المهاجرين، وتفاقمت المشكلات المتعلقة بالاندماج
واللاجئين.
بالإضافة
تفاقمت أزمة تكلفة المعيشة، في خط متوازٍ مع معدلات التضخم، رغم أنها أزمة دولية،
ولكن في نهاية المطاف عانى منها البريطانيون بشكل واسع.
تضاف
إلى تلك العوامل الاقتصادية، أزمة الملف الصحي، بعد أن تراجعت معدلات الإنفاق على
الملف الصحي تراجعت.
كذلك ملف الهجرة، الذي كان من بين أهم وعود سوناك حينما جاء للحكم.
وفي شهر مايو الماضي تعرض ريشي سوناك لسلسلة من الهزائم في آخر اختيار كبير
للرأي العام قبل الانتخابات.
وكشف تقرير نشره موقع الـ بي بي سي، أنه كانت هناك مؤشرات على هزيمة سوناك،
حيث أن في المناطق التي يوجد بها عدد كبير من السكان المسلمين، رفض لموقف رئيس
الوزراء من قضية غزة