رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

العقوق ليس من الأبناء فقط.. كيف يكون الأب عاقا؟

المصير

الأربعاء, 3 يوليو, 2024

03:33 م

نعم، يمكن أن يكون هناك عقوق من الآباء تجاه أبنائهم، والإسلام يعالج هذه القضية بتوازن وعدل. 


يُعَرَّف العقوق في الإسلام بأنه التقصير أو الظلم أو الإيذاء المتعمد، ويشمل ذلك السلوكيات السلبية التي قد يتعرض لها الأبناء من قبل والديهم. 

 مفهوم العقوق من الآباء:

1. الإهمال والتقصير:

 يشمل ذلك عدم توفير الاحتياجات الأساسية للأبناء مثل الطعام، والملبس، والتعليم، والرعاية الصحية. إن الإهمال المستمر يؤثر سلباً على نمو الأطفال الجسدي والنفسي.
  
2. العنف والإيذاء:

 يشمل ذلك العنف الجسدي أو النفسي، مثل الضرب، أو الصراخ، أو الشتم، مما يترك آثاراً نفسية وجسدية على الأطفال قد تستمر مدى الحياة.

3. التمييز وعدم العدل:

 المعاملة غير العادلة بين الأبناء والتفضيل بينهم يمكن أن تخلق شعوراً بالغبن والظلم، مما يؤثر على العلاقة بين الإخوة وعلى استقرار الأسرة.

4. الضغط النفسي والتوقعات العالية:

 يمكن أن يؤدي الضغط المستمر والتوقعات غير الواقعية إلى شعور الأبناء بالفشل والإحباط.

الحكم في الإسلام:

الإسلام يدعو إلى العدل والإحسان في كل جوانب الحياة، ويؤكد على حقوق الأبناء كما يؤكد على حقوق الآباء. وفيما يلي بعض المبادئ الإسلامية التي تتناول هذه القضية:

1. العدل بين الأبناء:

 جاء في الحديث الشريف: "اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم". (رواه البخاري ومسلم). هذا الحديث يوضح أهمية العدل والمساواة بين الأبناء في المعاملة.

2. الرعاية والاهتمام:

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته". (رواه البخاري ومسلم). يشمل ذلك توفير الحاجات الأساسية والرعاية النفسية والاجتماعية للأبناء.

3. الرحمة والرفق:

حث الإسلام على الرحمة في التعامل مع الأبناء، وجاء في الحديث: "من لا يرحم لا يُرحم". (رواه البخاري ومسلم).

4. تجنب الظلم: 

 الظلم محرم في الإسلام بكل أشكاله، وقال الله تعالى في الحديث القدسي: "يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا". (رواه مسلم).

التعامل مع عقوق الآباء:

في حال تعرض الأبناء للعقوق، فإن الإسلام يشجع على الحوار والنصح بالحسنى. ويمكن اللجوء إلى أفراد الأسرة الآخرين أو المجتمع للتدخل والإصلاح. في الحالات الشديدة، يمكن اللجوء إلى السلطات لحماية حقوق الأبناء.

الإسلام دين عدل ورحمة، ويحث على الإحسان في معاملة الأبناء والآباء على حد سواء. العقوق من الآباء مرفوض تماماً، والإسلام يضع أسساً قوية لضمان حقوق الأطفال ورعايتهم، مما يساهم في بناء أسر متماسكة ومجتمعات قوية ومستقرة.