رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

الثانوية العامة .. من يحطم الصنم؟!

المصير

الثلاثاء, 2 يوليو, 2024

04:02 م

شريف سمير 

كلمة الثانوية العامة لها أكثر من مرادف .. قلق .. دموع .. حرق أعصاب .. أرق مستمر .. والقاموس يفتح القوس لكلمات أخرى مع كل عام يمر وكابوس التعليم لايفارق ملايين الطلبة من البنين والبنات بأولياء أمورهم المرهقين ماديا ونفسيا .. دروس خصوصية تطاردهم طوال شهور الدراسة الكبيسة .. وامتحانات مليئة بالطلاسم واللوغاريتمات تحير أبناءنا وتحبس أنفاسهم بلا ضرورة أو معنى .. وظهرت النتيجة هذا العام على وجوه الطلبة في امتحان الفيزياء ليرى الطالب صورته في مرآة الفشل وتظل رأسه مشغولة بالدرجات الضائعة والمجموع الضعيف ومشاعر الإحباط خلف جدران بيته وفي محيط عائلته!.

والحل بسيط وجاهز عند المسئولين في التربية والتعليم وقيادتها الحكيمة .. احتساب الدرجة الكاملة للأسئلة الصعبة مصدر الازعاج .. وليسترح الجميع ويطمئن البال .. وتهدأ العاصفة .. ولاأعرف هل يعلم أهل الخبرة ذلك، أم أنهم يتجاهلونه عمدا! .. فمثل هذا الإجراء يغرس في نفوس الأجيال عدم الثقة في قدراتهم والإسراع في اتهام أي اختبار بالصعوبة والعسر سعيا وراء تدخل الوزارة واحتواء الموقف وتجفيف دموع الأهالي وصرخات الطلبة اتقاء لثورتهم وغضبهم .. وهذا يعني أن الحصول على الحقوق لا وسيلة إليه إلا بالاحتجاج والضجيج واستجداء المساعدة!.

وتظل معضلة الثانوية العامة في فلسفة التدريس نفسها القائمة على التلقين واللهث وراء سناتر الدروس الخصوصية وإدمان جرعات "شاومينج" التي تسري في شرايين الغش والتدليس وتسريب المعلومات في طاعة عمياء .. والعلاج يكمن في منطق التعليم ذاته والاقتداء بدول احتلت المرتبة الأولى في تنمية النشء بصقل القدرات الإبداعية والتركيز على مهارات وملكات الابتكار والتميز عند الإنسان ومخاطبة ميوله وأفكاره وتنشيط خياله دون تكديس مواد أو تجميع درجات .. دعونا نسافر إلى فنلندا، أو نذهب إلى كوريا الجنوبية وسنغافورة لنعيش أجواء صحية ونستنشق أوكسجين التفوق والنبوغ المبكر .. والقصة تبدأ من التعليم الأساسي وسنوات الابتدائي، لكي نصل إلي نهايات سعيدة ونخرج سالمين من عنق زجاجة "الثانوية"!.

- كفانا ركوعا وسجودا تحت صنم "التعليم الجاهلي" .. وعلى الأسرة الواعية أن تحطم هذا الحجر الوثني بإدراك وتفهم ما يحتاجه الأبناء وتجنيبهم الضغوط والمتاعب .. أما المسئولون ومستشاروهم داخل مكاتبهم المكيفة وبرواتبهم المريحة، فعليهم كسر الأساليب التعليمية العقيمة واستحداث اختبارات وتقييمات تقيس ذكاء الطالب وتحترم عقله وترتقي بطموحاته وآماله .. فمن منا يا قوم يبادر بالهدم؟!