تحيي اليوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ذكرى البابا يوأنس التاسع عشر، الذي كان الثالث عشر بعد المائة من باباوات الكرسي المرقسي في القرن التاسع عشر.
ولد في دير تاسا في مركز البداري بمحافظة أسيوط في عام 1571 ميلادية، ونشأ على البر والتقوى، وأظهر اهتمامًا بقراءة سير القديسين منذ صغره.
بعد قضاء فترة اختبار الرهبنة، انضم إلى سلك الرهبنة في عام 1592 م، وأثبت نفسه بالحكمة والذكاء والتفاني في العبادة، مما أدى إلى تزكيته قسًا ثم كهنًا، وتولى رئاسة دير السيدة العذراء بالبرموس في وادي النطرون. تم اختياره لرئاسة أبرشية البحيرة في عام 1603م، حيث ساهم في بناء مدارس وتجديد الكنائس، ونظم إدارة الأديرة البحرية بكفاءة.
في فترة رئاسته للكرسي المرقسي، قام بإنشاء مدرسة لاهوتية في الإسكندرية ونظم بناءً وتجديدًا للممتلكات الكنسية، مما أدى إلى زيادة الإيرادات بفضل إدارته الفاعلة. كما أظهر اهتمامًا بالمشاركة في الحياة العامة وتمثيل الأقباط في المجالس النيابية والهيئات القانونية.
رحل البابا يوأنس التاسع عشر في 21 يونيو 1942 م، بعد حياة مليئة بالتفاني في خدمة الكنيسة والمجتمع، ورعاية الفقراء والمحتاجين، ودعم المشاريع الخيرية والتعليمية.