موسم الحج في المملكة العربية السعودية يعد من أكبر التجمعات الدينية في العالم، حيث يحضر ملايين الحجاج من مختلف أنحاء العالم لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام. ومع هذا الحجم الهائل من الحجاج، تتزايد التحديات للسلطات السعودية في ضمان سلامتهم وراحتهم أثناء أداء المناسك.
وفي موسم الحج هذا العام نشهد زيادة معدل الوفيات والإصابات في صفوف حجاج بيت الله الحرام، الأمر الذي دعا الجميع إلى التفكير في أسباب ما حدث، وهل ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة هي السبب، أم أن هناك أسبابا أخرى.
وفي هذا التقرير نحاول استعراض أسباب الأزمة التي حدثت؛ محاولين الوصول إلى اقتراحات بناءة يمكن أن تؤدي إلى حلول فعالة.
أسباب الوفيات والتحديات:
1. ارتفاع درجات الحرارة.
في فصل الصيف في السعودية، تصل درجات الحرارة إلى مستويات عالية قد تتجاوز 40 درجة مئوية، مما يعرض الحجاج لخطر الإصابة بضربات الشمس والإجهاد الحراري. الأمر الذي يتطلب توفير مناطق بظل وتبريد فعال للحد من هذه المشكلة.
2. الزحام الكبير.
يتسبب عدد كبير من الحجاج في الازدحام في أماكن الطواف والسعي بين الصفا والمروة، مما يزيد من خطر وقوع حوادث وإصابات. وتنظيم حركة الحجاج وتقديم التوجيهات اللازمة يعد أمراً حيوياً للحفاظ على سلامتهم.
3. كبر عمر الحجاج
فعمر معظم الحجاج يتراوح بين الكهولة والشيخوخة، وهذا في غالب الظن مدعاة للاهتمام أكثر بالصحة العامة، والاحتراس عند التعرض للمشاق والجهد غير المحتمل لمثل هذه الأعمار.
التدابير المرجوة
- الإعلام والتوعية
بأن يتم توعية الحجاج منذ وصولهم بأهمية الالتزام بالأداب والتقاليد الحجازية والتعامل الصحيح مع الظروف الجوية القاسية.
- البنية التحتية
عن طريق تطوير المنشآت الخدمية لتوفير أفضل الظروف المعيشية والصحية للحجاج، بما في ذلك توفير مياه الشرب والتبريد والأماكن المظللة.
الدين يسر
ومن الممكن من باب الدين يسر لا عسر، أن نبحث دفع المشقة عن ضيوف الرحمن بأن:
(١) تؤدى كل الشعائر بعيدا عن الشمس.
(٢) الوقوف على عرفات ورمي الجمرات؛ يكون ليلا، وليس بالضرورة صعود الجبل والمبيت بـ منى طبيعته ليلا.
(٣) حتى الطواف في الحرم يمكن أن يكون ليلا، وبذلك ندفع الحرج عن حجاج بيت الله الحرام، ونحافظ على حياة الإنسان، التي هي أغلى ما يكون عند رب العالمين.
(٤) وفي منى الاستحمام من وقت لآخر لترطيب الجسم.
(٥) الانتقال من عرفات للمزدلفة بعد المغرب.
ونؤكد أن السعودية تواصل جهودها في تحسين البنية التحتية وتكثيف التوعية؛ للحد من حالات الوفيات الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة والزحام في مواسم الحج المقبلة.