تحل اليوم الموافق 20 يونيو ذكرى رحيل أحد أساطير دولة التلاوة، ومرتل كلام رب العالمين بأعذب نغم الشيخ محمد صديق المنشاوي في عام 1969م.
مولده ونشأته
الشيخ محمد صديق المنشاوي (1928-1969) كان من أبرز قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي. وُلد في قرية المنشاة بمحافظة المنوفية في مصر، وتأثر بقراء مشهورين مثل الشيخ محمود خليل الحصري والشيخ محمد رفعت.
دراسته الجامعية
تميز المنشاوي بصوته العذب والمميز وأسلوبه الخاشع في تلاوة القرآن، ما جعله يحظى بشعبية كبيرة في مصر وخارجها. درس في كلية الشريعة بجامعة الأزهر وتخرج فيها، وعمل بعدها في عدة مواقع دينية وتربوية.
قراءاته المتفردة
تميزت تلاواته بالتفاني والتأثير العميق على السامعين، وكان يتمتع بقدرة فائقة في ترتيل القرآن وإبراز أبعاده الدقيقة والروحانية.
حيث كان لاعبا بارزا في مجال التلاوة القرآنية، واستطاع بصوته الخاشع والمؤثر أن يلامس قلوب المستمعين في كل مكان.
وفاته
توفي المنشاوي وهو في سن الرابعة والأربعين بسبب حادث سيارة في العام 1969. وبعد وفاته، استمر صوته في التأثير على المسلمين والمحبين للقرآن الكريم حول العالم، حيث بقيت تسجيلاته من أكثر التسجيلات القرآنية انتشاراً وتأثيراً.
رأي الشيخ الشعراوي في تلاوته
رأي العلماء في الشيخ محمد صديق المنشاوي كان بمجمله إيجابيًا ومشيدًا بتلاوته الرائعة والمؤثرة للقرآن الكريم. تميز المنشاوي بصوته الجميل والمميز، وبتقنيته العالية في ترتيل القرآن وتمثيل معانيه بطريقة تلامس القلوب.
حيث أشادوا بدقة تلاوته وخشوعه، وبقدرته على إيصال رسالة القرآن بطريقة تؤثر في النفوس وتجعل السامعين يشعرون بالتأثر الروحاني. كما تميز بتفانيه في تدريس ونشر علوم القرآن والدين، وكانت له مساهمات كبيرة في إثراء المشهد الديني بمصر والعالم الإسلامي بشكل عام.
بالرغم من وفاته المبكرة، استمر تأثير المنشاوي وتلاواته في أن تكون مرجعًا للعديد من الطلاب والمهتمين بتلاوة القرآن، ولا تزال تُعتبر تسجيلاته من أعظم التسجيلات في تاريخ التلاوات القرآنية.
قال الشيخ الشعراوي -رحمة الله عليهما- في حديث مسجل مع الإعلامي طارق حبيب في برنامج "من الألف إلى الياء": إنه يفضل من حيث التجويد والعلم بأحكام قراءة القرآن الشيخ محمود خليل الحصري، ومن حيث الإيقاع والنغم الشيخ مصطفى إسماعيل، أما المنشاوي فقد جمع الأمرين معا.