أهم ما ينبغي معرفته الآن هو متى يبدأ الدعاء يوم عرفة ومتى ينتهي، والذي يبحث عنه أولئك الذين يدركون فضل الدعاء يوم عرفة ، وأنه من أدعية المعجزات المستجابة، لذا يبحث كثيرون عن متى يبدأ الدعاء يوم عرفة ومتى ينتهي سواء كانوا من الحجاج أو من غير الصائمين ؟.
متى يبدأ الدعاء يوم عرفة ومتى ينتهي
ورد عن مسألة متى يبدأ الدعاء يوم عرفة ومتى ينتهي ؟، أن يوم عرفة الذي تتعلق به أحكامه الشرعية للحاج وغيره، يبدأ من فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، ويمتد إلى طلوع الفجر الصادق يوم عيد النحر، أي أن دعاء يوم عرفة لغير الحاج بدأ من فجر اليوم السبت إلى المغرب.
وينتهي وقت وقوف عرفة بالنسبة للحجاج بطلوع الفجر يوم النحر أي فجر غد الأحد الموافق أول أيام العيد، أما ابتداء وقت الوقوف بعرفة فقد وقع فيه اختلاف، فذهب الحنفية والشافعية إلى أن أوله زوال شمس يوم عرفة، وذهب المالكية إلى أن وقت الوقوف هو الليل، وأما الوقوف نهاراً فواجب ينجبر تركه عمداً بغير عذر بدمٍ.
وعند الحنابلة: وقت الوقوف من طلوع الفجر يوم عرفة إلى طلوع الفجر من يوم النحر، وأما غير الحاج فينتهي يوم عرفة في حقه بغروب شمس يوم التاسع، ويستحب له عند بعض الفقهاء إحياء ليلة العيد بالصلاة وقراءة القرآن، وغير ذلك من الأعمال الصالحات.
وقال الإمام النووي في المجموع: واستحب الشافعي والأصحاب الإحياء مؤكداً الاجتهاد في الطاعة في أيام وليالي العشر الأول من ذي الحجة كلها، لما ثبت في الأحاديث الصحيحة أنها أفضل أيام الدنيا، وقد أقسم الله تعالى بها في كتابه، وقال صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء" رواه البخاري والترمذي وهذا لفظه.
متى يبدأ يوم عرفة
ورد فيه أن يوم عرفة لغير الحاج ، يعتبر كغيره من الأيام، فهو يبدأ من طلوع الفجر الصادق لليوم التاسع من شهر ذي الحجة والذي يوافق اليوم السبت 15 يونيه 2024، وينتهي عند غروب الشمس لهذا اليوم ، وهذا اليوم يصومه كثير من المسلمين لعظم فضله وجزيل عطاء الله سبحانه وتعالى فيه، بالإضافة إلى الإكثار من التكبير والتلبية فيه، فهي سُنة واردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -.
ورد فيه أنه يبدأ يوم عرفة من اليوم التاسع من شهر ذي الحجة ، وتحديدًا من أذان فجر اليوم السبت الموافق 9 ذي الحجة و15 من يونيو 2024، وينتهي بطلوع فجر اليوم التالي، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة ، أو ما يعرف بيوم النحر، وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك أي أنه ينتهي فجر يوم غد الأحد، وقد دللت السُنة المطهرة على أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقف بعرفة في هذا الوقت ، وتابعه أصحابه، ففي حديث جابر بن عبد الله، الذي أخرجه مسلم، قال « حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفًا حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القرص» .
ورد فيه أنه يبدأ الوقوف بعرفة منذ فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، وحتى طلوع فجر اليوم الذي يليه؛ والذي يُسمّى بيوم النَّحر، وهو يوم العيد، وينهي فيه الحُجّاج وقوفهم على عرفة، واسم هذا اليوم مُركَّب من كلمتَي: يوم، وعرفة، أما كلمة يوم فتدل على زمان مُخصَّص، بينما تدل كلمة عرفة على مكان مُعيَّن مُحدَّد، ولهذا المكان مكانة عظيمة؛ لتعلُّقه بشعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، وهي الوقوف بعرفة في موسم الحَجّ، وورد ذِكره بلفظ عرفات في قوله -تعالى-: «فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ».
دعاء يوم عرفة
ورد دعاء يوم عرفة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن يوم عرفات من أكثر الأيام التي يعتق فيها الله عباده من النار، كما أن له فضل عظيم ، وهو من المواقيت التي يستجيب الله تعالى فيها الدعاء، لذا ينبغي الإكثار من الدعاء في يوم عرفة ؛ لما ورد في موطأ مالك، أنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ، دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ. وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا، وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ، لاَ شَرِيكَ لَهُ».
ورد في دعاء يوم عرفة الحث على الاجتهاد في الدعاء عشية عرفة، في وقت النزول الإلهي، وليسأل الله المغفرة، وليسأل الله الرحمة، وليسأل الله –جل وعلا- ما أباحه من المسائل، فدعاء عرفة مجاب كله في الأغلب، إن شاء الله تبارك وتعالى إلا للمعتدين في الدعاء، بما لا يرضي الله.
أوقات استجابة دعاء يوم عرفة
1- الدعاء مستجاب دبر الصلوات المكتوبات
الدعاء مستجاب دبر الصلوات المكتوبات وفي حديث أبي أمامة «قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات» رواه الترمذي (3499)، والدعاء مستجاب أيضًا بين الأذان والإقامة فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة» رواه أبو داود.
2 - من أوقات استجابة الدعاء : الدعاء مستجاب عند الأذان
الدعاء مستجاب عند النداء للصلوات المكتوبة، كما في حديث سهل بن سعد مرفوعًا: «اثنتان لا تردان، أو قلما تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضًا» رواه أبوداود.
3- الدعاء يستجاب في السجود: كما يستجاب أيضا في السجود قال صلى الله عليه وسلم: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء» رواه مسلم (482).
4- الدعاء مستجاب بعد هذا الذكر وعند الدعاء بـ«لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»، وقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم-: أنه قال: «دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له».
5- الدعاء مستجاب عند عيادة المريض إن الدعاء مستجاب عند عيادة المريض، فقد أخرج مسلم (919) عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: قال صلى الله عليه وسلم: «إذا حضرتم المريض فقولوا خيرًا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون، قالت: فلما مات أبو سلمة أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أبا سلمة قد مات، فقال لي: قولي: اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة" قالت: فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه، محمدًا صلى الله عليه وسلم».
6 و7- :دعاء الوالد لولده مستجاب – أي: لنفعه - ودعاء الصائم في يوم صيامه ودعوة المسافر فقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم ودعوة المسافر» رواه البيهقي وهو في صحيح الجامع (2032) وفي الصحيحة (1797)، كما أن دعوة الوالد على ولده مستجابة – أي : لضرره - ففي الحديث الصحيح: "ثلاث دعوات مستجابات: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده" رواه الترمذي (1905).
فضل يوم عرفة
1- يوم إتمام النعمة وإكمال الدين على المسلمين من الله عز وجل، قال تعالى: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا».
2- وقد أخبر سيدنا عمر رضي الله عنه أنّ هذه الآية الكريمة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم يومَ الجمعة وهو قائم بعرفة.
3- غفران الذنوب في هذا اليوم والعتق من النيران، حيث ورد أنه يوم نيل العتق من نار جهنّم، ومغفرة الذنوب ثبت عن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ)، لذلك يجدر بالمسلم اجتناب كلّ ما حرّم الله؛ لنَيْل العتق من النار، ومغفرة الذنب.
4- مباهاة الله تعالى ملائكةَ السماء بأهل عرفات، فورد أنه قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللهَ -عزَ وجلَّ- يباهي ملائكتَهُ عشيةَ عرفةَ بأهلِ عرفةَ فيقولُ: انظروا إلى عبادي أتوني شُعثاً غُبراً)، ومن أتمّ النِّعم التي يمنّ بها الله -تعالى- على عباده يوم عرفة؛ نزوله إلى السماء الدُّنيا، إذ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما مِن يومٍ أفضلُ عندَ اللهِ مِن يومِ عرفةَ ينزِلُ اللهُ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيُباهي بأهلِ الأرضِ أهلَ السَّماءِ).
5- قسم الله سبحانه وتعالى بهذا اليوم: «وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ»، والله العظيم لا يقسم إلا بعظيم.
6- يوم أخذ الله تعالى الميثاق من ذرية آدم عليه السلام.
7- صيام هذا اليوم سبب لتكفير ذنوب سنتين؛ سنة قبل وسنة بعده.