يوافق صيام يوم التروية وعرفة موجة من الحر الشديد، ومع ارتفاع درجات الحرارة يتساءل الكثيرون عن فضل صيام يوم التروية وعرفة في الحر الشديد.
صيام يوم التروية وعرفة في الحر الشديد
يوم التروية هو يوم غدٍ الجمعة الثامن من ذي الحجة، وهو أول أيام الحج الأكبر، حيث يتأهب الحجاج لـ يوم عرفة يوم التاسع من ذي الحجة السبت 15 يونيو الجاري، وينبغي على المسلم عند اشتداد الحر وفق مجمع البحوث الإسلامية أن يبادر إلى 4 أمور هي:
1- شكر نعم الله عز وجل علينا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَعْنِي العَبْدَ مِنَ النَّعِيمِ، أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ، وَنُرْوِيَكَ مِنَ الْمَاءِ البَارِدِ. جامع الترمذي
2- تخفيف المعاناة عن أصحاب المهن: قال صلى الله عليه وسلم: «مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ». صحيح مسلم
3- التصدق على الفقراء والمساكين والمحتاجين: قَالَ صلى الله عليه وسلم: "سَأُنَبِّئُكَ بِأَبْوَابٍ مِنَ الْخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ, وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ". مسند أحمد
4- الإحسان إلى الطيور والحيوانات: قال صلى الله عليه وسلم: «فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ». متفق عليه
ماذا كان يقول النبي عند الحر الشديد؟
عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كانَ يومٌ حارٌّ ألقى اللهُ تعالى سمعَه وبصرَه إلى أهلِ السماءِ وأهل الأرضِ فإذا قال العبدُ فقالَ الرَّجلُ لا إلَه إلَّا اللَّهُ ما أشدَّ حرَّ هذا اليومِ اللَّهمَّ أجرني من حرِّ جَهنَّمَ، قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لجَهنَّمَ إنَّ عبدًا من عبادي استجارني منك وإنِّي اشهدِك أنِّي قد أجرتُه، فإذا كانَ يومٌ شديدُ البردِ ألقى الله تعالى سمعَه وبصرَه إلى أهلِ السماء والأرض، فإذا قالَ العبدُ لا إلَه إلَّا اللَّهُ ما أشدَّ بردَ هذا اليومِ اللَّهمَّ أجرني من زمهريرِ جَهنَّمَ، قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لجَهنَّم، إنَّ عبدًا من عبادي استجارني من زمهريرِك وإنِّي أشهدُك أنِّي قد أجرتُه، فقالوا وما زمهريرُ جَهنَّمَ، قالَ بيتٌ يلقى فيهِ الكافرُ فيتميَّزُ من شدَّةِ بردِها بعضُه من بعضٍ".
فضل صيام يوم التروية وعرفة في الحر الشديد
قال الدكتور أسامة فخري الجندي، الداعية بوزارة الأوقاف، إن صيام يوم عرفة يكفر سنتين (سابقة ولاحقة)، فقد روى مسلم في «صحيحه» عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده».
وأضاف الجندي أن من صام لله يومًا واحدًا إيمانًا واحتسابًا باعده الله عن النار سبعين سنة، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم-يقول: «من صام يوما في سبيل الله، بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا» أخرجه البخاري.
وتابع: “الجو حر وصعب، خلي بالك انت بتاخد أجر وثواب كمان على المناخ والطقس الحار، فإذا كان في الصيام مشقة لطول اليوم وشدة حر فإن ثوابه يكون أعظم؛ فقد جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لها في عمرتها: «إن لك من الأجر قدر نصبك ونفقتك» رواه الدارقطني”.
وورد عن أبي موسى رضي الله عنه قال: "خرجنا غازين في البحر، فبينما نحن والريح لنا طيبة والشراع لنا مرفوع، فسمعنا مناديا ينادي: يا أهل السفينة، قفوا أخبركم، حتى والى بين سبعة أصوات، قال أبو موسى: فقمت على صدر السفينة فقلت: من أنت؟ ومن أين أنت؟ أوما ترى أين نحن؟ وهل نستطيع وقوفا؟ قال: فأجابني الصوت: ألا أخبركم بقضاء قضاه الله عز وجل على نفسه؟ قال: قلت: بلى أخبرنا، قال: فإن الله تعالى قضى على نفسه أنه من عطش نفسه لله عز وجل في يوم حار كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة. قال: فكان أبو موسى يتوخى ذلك اليوم الحار الشديد الحر الذي يكاد ينسلخ فيه الإنسان فيصومه" أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" واللفظ له.
وأكمل: “الصوم يكفر الخطايا”، كما جاء عن سيدنا حذيفة كما في البخاري ومسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
واختتم الدكتور أسامة فخري أن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه. ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه. قال: فيشفعان».