رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

عودته إلى المشهد طرحت التساؤل.. هل تستعين الحكومة بالمهندس رشيد محمد رشيد؟!

المصير

الثلاثاء, 14 مايو, 2024

05:05 م

كتبت : نجلاء كمال
المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة السابق في عهد الرئيس مبارك، أحد أهم الشخصيات البارزة في حكومة العهد القديم، والذي استطاع أن يكون له بصمة كبيرة في جذب كبريات شركات الاستثمار إلى مصر، مما ساعد في رفع معدلات النمو الاقتصادي وقتها لتقترب من الـ7%، وكانت له بصمات واضحه في الترويج لمصر عالميا، وجذب المستثمرين لضخ المليارات داخل السوق المصري، من خلال إنشاء العديد من المصانع بالشراكة مع الجانب المصري، وهو ما ساهم بشكل كبير في توفير العديد من فرص العمل للشباب.

وجاء حوار المهندس رشيد محمد رشيد اليوم والذي نشرته مجلة "إنيغما" ليعيده إلى المشهد ويضعه في الصورة في توقيت جدلي لما يشهده الاقتصاد المصري حاليا من محاولات محمومة لتحسين الأوضاع، ليطرح التساؤل من جديد حول ما إذا كانت لديه الرغبة في خوض تجربه العمل السياسي بهدف مساندة الاقتصاد المصري، بعدما تأكد الجميع من نزاهته وإخلاصه للبلاد، بعد تبرئته من جميع التهم التي وجهت إليه عقب ثورة 25 يناير ليمارس نشاطه السابق وإدارة شركاته خاصة وأنه يمتلك العديد من الشركات التي تتخطى استثماراتها مليارات الدولارات، فهل يعود ليتولى منصبا جديدا، خاصة وأننا بحاجة إلى عقلية كبيرة مثله تعمل على الترويج لمصر عالميا، ويكون لديها القدرة على إقناع الشركات الكبرى لخوض التجربة مرة أخرى والعمل بالسوق المصري.

ويشار إلى أنه وخلال فترة وزارته، وقعت مصر العديد من الاتفاقيات التجارية، والتي لا تزال قائمة إلى الآن، من بينها اتفاقية التجارة مع الاتحاد الأوروبي، واتفاقية التجارة QIZ مع الولايات المتحدة، والماركيسور مع دول أميركا الجنوبية، واتفاقية التجارة مع الدول الإفريقية، واتفاقيات التجارة مع الدول العربية، وسويسرا، وتركيا.

وكان وزير التجارة والصناعة الأسبق المصري، رشيد محمد رشيد، قد كشف لمجلة "إنيغما"، عن أهم الدروس التي مرّ بها خلال حياته، والتي شهدت تغيرات عنيفة في القوة والاتجاه، رغم ملامحه الهادئة التي لم يبد على محياها آثار تلك التغيرات الكبيرة.

وقال رشيد: "إذا كان لديك الفرصة كل بضع سنوات للتغيير ومقابلة تحديات جديدة، سواء كان ذلك في عملك الخاص، أو نشاط مختلف، أو قمت بتغيير وظيفتك، أو محيطك الجغرافي، أو شكل المسؤوليات فهذا مفيد جداً.

وأضاف "إذا فعلنا الأشياء نفسها لفترة طويلة فسنعتاد عليها، ونمل، والمنفعة الجدية أو الاستفادة منها تتناقص، ونتوقف عن التطور، الوجه الآخر للتغيير، فإنه ولو كان عنصر واحد في حياتك، فإنك تستخرج كل شيء من التجربة السابقة ثم تضيف عليه، وهذا يمكن أن يخلق شيئا فريدا من نوعه عند الربط بين التجارب".

والجدير بالذكر أنه رشيد قام بتوسيع أعماله في مصر عبر شركته العائلية، والتي كانت تعمل بالأساس في مجال الشحن، إلا أنه أضاف إليها تصنيع السلع الغذائية والعديد من العلامات مثل "فاين فودز" و"دريم"، ثم الدخول في شراكة مع "كوكاكولا" لتعبئة وتوزيع المشروبات الغازية، تلاه التحالف مع شركة "يونيليفر"، وبعد 4 سنوات من الشراكة مع يونيليفر، عرضت عليه الشركة الانضمام لها كرئيس تنفيذ مسؤول عن إدارة أعمال بقيمة 60 مليار دولار، لتكون المرة الأولى التي يترك فيها أعماله العائلية للعمل في شركة عالمية ضخمة لديها استراتيجية توسعية في مجال السلع الاستهلاكية.

وانتهت تجربة رشيد محمد رشيد مع "يونيليفر" بعرض حكومي مصري لقيادة ملف وزارة التجارة والصناعة، وهو ما علق عليه رشيد في حواره قائلا: "لم يكن لدي أي استعداد أو توقع لتولي المهمة، اتصل بي رئيس الوزراء المصري، وكان من المفترض أن أتواجد خلال 24 ساعة، كنت عضواً في مجلس إدارة 26 شركة ولدي مسؤوليات، لكن الحكومات حينما تتشكل لا يمكن طلب وقت للتجهيز مثل شهر أو شهرين فقط 24 ساعة".

وقال رشيد: "بعد تفكير والتشاور مع العائلة.. قررت الانضمام للحكومة كأول وزير من القطاع الخاص في مصر منذ عام 1952.. اتخذت القرار بنفس الروح المنفتحة لتجربة مرحلة جديدة من حياتي".
وأكد أنه لم يندم على قراره، مشيرا إلى أنه خلال فترة عمله في الحكومة ساهم في العديد من التطورات الإيجابية والإنجازات التي أكدت له وجود أثر إيجابي لمساهماته، ليس فقط في قطاع الصناعة، والتجارة والتصدير، والتنمية، والإبداع، بل أيضاً في عقول وقلوب الشباب الصغير".

ومن وجهة نظر رشيد محمد رشيد، فإن المشكلة الحقيقية التي كانت تواجه عملية التنمية في مصر وفي العالم، هي توافق مخرجات عملية التعليم مع احتياجات سوق العمل، وبالتالي كانت تنمية الكوادر على رأس تلك الأولويات.

وحول عودته إلى عالم الأعمال بعد تبرئته من جميع الاتهامات التي تعرض إليها، قال "إن التفكير في تكوين ثروة لم يكن هو الهدف، ولكن العودة إلى عالم الأعمال وممارسة ما يحبه، وجاء ذلك بمساعدة زوجته في التركيز على الهدف من البداية الجديدة".

وأضاف رشيد أن علاقته التجارية القديمة قادته للعودة عبر إيطالياً ومن خلال مساعدة المستثمرين له في الاستحواذ على حصة من شركة "فالنتينو" – وهي شركة أزياء متخصصة في السلع الفاخرة – ثم استحوذ على عدد من العلامات التجارية للسلع الفاخرة في مراحل لاحقة.

وولد رشيد في الإسكندرية عام 1955 لعائلة مصرية بارزة تنشط في قطاع النقل، وتخرج في جامعة الإسكندرية وكلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد، وكان يتمتع بخبرة مهنية في شركة العائلة قبل الانضمام إلى شركة «يونيليفر»، وهي شركة كان رئيساً لها في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.