كتب : مازن عفيفي
ميناء يانغشان العميق بمنطقة دلتا نهر اليانغتسي في الصين هو واحد من أكبر موانئ الحاويات العميقة في العالم. بدأ بناء الميناء في عام 2002 بتكلفة 18 مليار دولار أمريكي، حيث قامت فرق الهندسة بحفر خط ساحلي بطول 20 كيلومتر.
هذا الميناء ليس فقط قوة دافعة هامة لتطور الاقتصاد الصيني، بل هو أيضًا واحد من ممثلي الموانئ الكبرى العالمية. بناء الميناء هو جزء من مشاريع البنية التحتية الكبيرة، والتي تشمل المناطق الصناعية ومحطات القطارات السريعة وغيرها من البنى التحتية، وتتمتع بفوائد الاقتصاد القائم على الحجم.
تعتمد الصناعات المحيطة بالميناء بشكل كبير على وجوده، لذلك فإن الميناء الرائد أساسي لتطوير الاقتصاد المحلي. كما تعتمد العديد من المدن الكبرى في العالم على الموانئ لتطورها.
ومع ذلك، بناء ميناء من الطراز الأول يتطلب بيئة جغرافية مواتية واستثمارات كبيرة في البنية التحتية. لذلك، فإن حواجز الدخول في هذا القطاع مرتفعة نسبيًا، وتتطلب من البناة قوة مالية معينة، ويجب أن يتم التشغيل ضمن القوانين واللوائح المحددة.
ومنذ تأسيس الدولة الصينية، استثمرت بنشاط في بناء الموانئ الكبيرة وواصلت اللحاق بتطور صناعة الموانئ العالمية بدعم من السياسات. حاليًا، من بين أكبر 10 موانئ في العالم، تحتل الصين سبعة منها، وأصبح بناء الموانئ بطاقة دعوة مدوية للبناء الحديث في الصين.
و مع بداية العام الجديد، بدأت الموانئ الصينية تشهد حركية أكبر، بسبب ارتفاع الطلب على الخدمات اللوجيستية وزيادة تدفق السلع في التجارة الخارجية. وكان ميناء شانغهاي خلال العام الماضي، قد حافظ على المركز الأول عالميا للعام الـ 13 على التوالي، حيث بلغت سعته 47.3 مليون حاوية مكافئة.
ووفقًا لتقرير صادر عن صناعة الموانئ في الصين لعام 2022، أصبح توزيع الموانئ في البلاد مستقرًا تدريجيًا، وقد اكتسبت الموانئ الكبيرة الشاملة حجمًا معينًا. ويظهر توزيع الموانئ الوطنية نمطًا يتمثل في الموانئ الرئيسية كعمود فقري، والموانئ الإقليمية المتوسطة كدعم، والموانئ الصغيرة كإضافة.