كتب -شريف سمير
أجمل إحساس أن تشاهد ابنتك وهي تتحدث بلباقة وتجلس في ثقة تعبر عن نفسها وتجمع بين جمال المظهر وحياء ورقي المضمون .. تروي قصة طفولتها ورحلة صعودها مع تنمية موهبتها سواء في بطولات الرياضة أو ريشة الرسم أو نسج الأدب والشعر وحلم احتراف الغناء والتمثيل، فتمتلئ قلوب أسرتها فخرا واعتزازا .. ومن تحصل علي أعلى الدرجات في كل مستوي تفوز بأغلي لقب .. "الملكة الصغيرة" .. وهو الوسام الرفيع الذي قرر محمد الطويل صاحب المشروع الطموح أن يمنحه للمتفوقات من البنات، وتكريم من بعدهم أولياء أمورهم لما بذلوه من عطاء وسخاء للارتقاء بقدراتهم وبناء ملكاتهم على أسس سليمة نفسيا واجتماعيا!.
وإيمانا بهذه الفلسفة في اكتشاف أفضل البراعم، رسم الطويل ومؤسسته وفريق عمله استراتيجية تدريجية منذ انطلاق المشروع عام 2017 لاختراق دوائر الإعلام عبر تنظيم تصفيات ونهائيات لمسابقات تختبر الأطفال وتقف علي حدود خيالهم وسقف ذكائهم لانتقاء العناصر المبشرة، ثم إعداد مجموعات منها وتأهيلها لتشكيل "الشخصية الناضجة" القادرة علي الإبداع والتميز والاختلاف عن أقرانها .. وطور القائمون علي المشروع البراق الفكرة بقيادة الطويل الذي تقمص دور "الأب الثاني"، وتوج مشواره مع مجموعته الدؤوبة علي مدار7 مواسم متصلة بلا انقطاع أو استسلام للإحباط ب 30 حلقة علي قناة الشمس تحت شعار "بيت البنات".
وكان البيت المصري على موعد مع 30 فتاة من مختلف الطبقات وشرائح المجتمع، بثقافة مغايرة، وأسلوب حياة وتربية تبرز فروق التنشئة بين أسرة وأخري .. وبدت الحلقات فرصة لمعرفة مستوياتهم الثقافية وحسهم الإنساني أولا، وقياس ردود أفعال نجمات المستقبل في مواقف مفاجئة مع الآخر بكل تجاوزاته وسلوكياته الخاطئة، وكيف تتعامل معها الفتاة بطلة الحلقة وفقا لتفكيرها وفطرتها النقية.
وطرح البرنامج في نهاية المطاف باقة من الموهوبين جري تدريبهم بعلم وفهم و"شعلة نشاط وإخلاص" على اكتساب مهارات اللغة وإتقان الحوار وسرعة البديهة المطلوبة لتعلم خبرات الحياة!.
لقد قطع مشروع "الملكة الصغيرة" أهم شوط في سباق المنافسة مع غزو برامج المسابقات المستهلكة، ونماذج "التوك شو" المكررة بلا جوهر حقيقي وابتكار في الرؤية وإنصاف من يستحقون ومن لايتسلقون بالمجاملات والعلاقات .. وأحيانا كثيرة التنازلات!!. .. ونجاح التجربة في قناة الشمس، مقدمة قوية لضرورة وحتمية انتشارها في القنوات الأكثر شهرة وأضواء، ومثل هذه الصور المضيئة من اكتشاف وصناعة النجوم و"ملكات الجمال" تحتاج إلي مظلة أكبر وأضخم من رعاة رجال الأعمال مثلما نسمع عن "جوائز ساويرس" في مختلف المجالات وتقدير الكبار .. بينما الصغار هم الأجدر والأحق بالاهتمام وتسليط البؤرة الإعلامية علي ستوديو "التربية والتعليم" الذي بناه فريق "الطويل" المدهش في صبره واجتهاده .. وعظمة ونبل رسالته!!.