تحتفل الكنائس المصرية اليوم بـ"خميس العهد"، وهو اليوم الأخير في أسبوع الآلام الذي يسبق عيد القيامة المجيد.
وفقًا للشريعة المسيحية، يحمل خميس العهد أحداثًا دينية هامة، بدءًا من العشاء الأخير الذي تناوله السيد المسيح مع تلاميذه قبل أن يتم القبض عليه، ويمثل هذا اليوم بداية العهد الجديد من خلال التلاميذ القديسين.
يمثل هذا اليوم الذي سدد فيه المسيح ديون البشرية جميعها منذ آدم وحتى نهاية الزمان.
في ذلك اليوم، قدم السيد المسيح لتلاميذه خبزًا وقال لهم "خذوا كلوا، هذا هو جسدي"، وقدم لهم كأسًا يحتوي على زيت العنب وقال "اشربوا منها جميعًا، فهذا هو دمي الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا".
يُعتبر خميس العهد عيدًا سيديًا صغيرًا، ويرجع ذلك إلى أن تسليم السيد المسيح جسده ودمه لتلاميذه مرتبط بأحداث الصليب والقيامة، وليس حدثًا منفصلًا عنهما. كما أنه فوق الزمن ولا يخضع لترتيب الأحداث.
يُعتبر خميس العهد أقصر قداس في طقوس الكنيسة، ويسبقه صلاة لقان خميس العهد وطقس غسل أرجل الكهنة والرهبان، ويُطلق عليه أيضًا اسم "خميس الأسرار" و"خميس الفصح".
تحتفل الكنيسة بهذا اليوم من خلال إقامة القداس الإلهي وتلاوة فصول من الكتاب المقدس، وتنص القوانين الكنسية على عدم جواز أو ترك أي جزء حتى لو كان ضئيلًا من القربان المقدس الذي تم تكريسه في قداس خميس الأسرار حتى اليوم التالي، وهو جمعة الآلام العظيمة.
بدأت طقوس صلاة لقان خميس العهد في دير مارمينا العجائبي بمنطقة الكينج مريوط غرب الإسكندرية، برئاسة وحضور البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
حضر الصلاة الآباء والأساقفة والكهنة، وذلك ضمن طقوسأسبوع الآلام.
تُقام صلاة "لقان" خميس العهد ثلاث مرات في السنة، في عيد الغطاس وخميس العهد وعيد الرسل، وبعد انتهاء الصلاة، يقوم البابا بأداء طقس غسل أرجل تلاميذه من الكهنة والشمامسة، تمامًا كما فعل السيد المسيح في يوم خميس العهد، ويأمرهم بأن يفعلوا مثله.
يقوم البابا أيضًا برسم أرجلهم بعلامة الصليب، تقليدًا للسيد المسيح الذي قام بغسل أرجل تلاميذه.