كتب - شريف سمير:
لكل ظاهرة جانبها المضئ، وإذا كانت التغيرات المناخية ألقت بظلالها السلبية على ارتفاع درجة الحرارة ونشوب حرائق الغابات ووقوع الكوارث الطبيعية، فالمحنة أيضا
تحرض على التفكير وتحريك مياه العلم فى البحيرة الراكدة، وهكذا تحركت وزارة الزراعة وكشفت عن محاولات عقولها لزراعة البن في مصر.
** تجارب علمية!
وفى هذا الإطار، أكد عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية أن المركز أجرى فى السابق عدة تجارب بحثية لزراعة البن وتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المكون الغذائى، ولكنها لم تحقق نتائج ملموسة بسبب عدم ملاءمة الظروف المناخية المصرية لزراعة البن الذي ينضج في الأجواء الاستوائية.
** المحاصيل الاستوائية
وأضاف عبد العظيم أنه بعد تغير الظروف المناخية خلال العامين الماضيين، وجهت وزارة الزراعة بإعادة تجارب زراعة محاصيل لم يتم زراعتها من قبل بسبب التغيرات المناخية، ومنها محصول البن وبعض المحاصيل الاستوائية الأخرى، موضحا أنه بسبب التغيرات المناخية مؤخرا بدأت أشجار البن تثمر، واجتمع وزير الزراع مع الفريق البحثي لتجربة زراعة البن ووجه بإجراء المزيد من التجارب التطبيقية في ضوء التغيرات المناخية الجديدة، كما وجه بتحليل صفات الجودة ودراسة الجدوى الاقتصادية للتجربة قبل اتخاذ خطوات اعتمادها وتسجيلها وإعلانها.
** تقليل فاتورة الاستيراد
وأشار عبد العظيم إلى أن وزير الزراعة وجه بعدم الإعلان عن أي تجارب بحثية قبل اعتمادها وتقييم نتائجها، علما بأن مصر كانت قد طالبت باستخدام البحوث التطبيقية التي تخدم قطاع الزراعة في التعامل مع التغيرات المناخية من خلال استنباط أصناف جديدة تتأقلم مع التغيرات المناخية، فضلا عن البحث في مدى إمكانية زراعة محاصيل لم يتم زراعتها من قبل وذلك لتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج لبعض السلع التي تستنزف العملة الصعبة.
** حلم الاكتفاء الذاتي!
وفى سياق متصل، أكد خبراء وأساتذة مصريون بمعهد البحوث الزراعية بالقناطر أن زراعة البن في مصر يمكنها الوصول إلى الاكتفاء الذاتي محليا بأنواع جودتها أعلى من تلك المستوردة من الخارج، ويمكن الوصول بجودة البن إلى التصدير بجودة تنافس أكثر دول العالم المصدرة له.