وسط تحذيرات مصرية أردنية وتأييد أمريكي مزعوم من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلية، كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية اليوم الأربعاء، أن إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح في قطاع غزة التي تعتبرها آخر معقل لحركة "حماس"، مؤكدة أن استعدادات تجري لإجلاء النازحين الفلسطينيين الذين يحتمون هناك.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" واسعة الانتشار عن قرار للحكومة الإسرائيلية بعد تعثر محادثات وقف إطلاق النار مع حماس أن عملية اجتياح رفح التي تأجلت لعدة أسابيع بسبب خلافات مع واشنطن ستتم "قريباً جداً".
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية أخرى عدة تقارير مماثلة، وأشار البعض إلى لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي بدا أنها تظهر إقامة مدينة خيام لاستقبال من سيتم إجلاؤهم من رفح.
*متحدث الاحتلال: نمضي قدمًا في عملية رفح
وقال المتحدث باسم حكومة الاحتلال الإسرائيلي، "نمضي قدمًا في عملية رفح الفلسطينية، وفقًا لخبر عاجل للقاهرة الإخبارية".
وتعج رفح المتاخمة للحدود المصرية بأكثر من مليون فلسطيني فروا من مناطق أخرى بقطاع غزة خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر.
ويثير مصيرهم قلق القوى الغربية وكذلك القاهرة التي استبعدت السماح بأي تدفق للاجئين إلى سيناء المصرية.
وتقول حكومة نتنياهو إن رفح بها أربع كتائب قتالية كاملة تابعة لحماس زاعمة بأن تلك الكتائب تلقت تعزيزات من آلاف من مقاتلي الحركة المنسحبين من مناطق أخرى.
وتصر حكومة نتنياهو على أن النصر في حرب غزة سيكون مستحيلاً من دون السيطرة على رفح وسحق حماس واستعادة أي رهائن قد يكونون محتجزين هناك.
*مزاعم إسرائيلية بتأييد أمريكي
وعلى الرغم من نفي واشنطن، ذكرت مصادر سياسية في تل أبيب أن الإدارة الأمريكية غيرت موقفها، مؤخراً، ووافقت على أن تقوم إسرائيل باجتياح لمدينة رفح، ولكن بشرط أن يكون ذلك اجتياحاً محدوداً؛ لكن هذه الموافقة، زادت من تحذيرات من قوى عديدة داخل إسرائيل، تعد هذا الاجتياح عملاً غير مهني من الناحية العسكرية ولا جدوى منه، بل قد يكون مغامرة غير مضمونة النتائج.
وقالت هذه المصادر، إن واشنطن التي اطلعت على أربع خطط لاحتلال رفح، ما زالت تشكك في قدرة الجيش الإسرائيلي على ضمان سلامة المدنيين الفلسطينيين خلال هذا الاجتياح، وقد اعترضت على الخطط الأربع وتنتظر تقديم خطة جديدة.
وبينت أن الخطة الأخيرة تتحدث عن تقسيم رفح إلى أربعة أقسام، ينفذ احتلالها مربعاً تلو الآخر. فإذا فشلت في حماية المدنيين، توقف العملية وإن نجحت تواصل نحو المربع التالي.
*تحذيرات مصرية أردنية
وجاءت التحذيرات المصرية من اجتياح رفح خلال اتصال هاتفي تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي من رئيس الوزراء الهولندي مارك روته.
وصرح المستشار د. أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الاتصال تناول الأوضاع في قطاع غزة، والجهود المصرية لاستعادة الاستقرار الإقليمي من خلال التوصل إلى وقف إطلاق النار في القطاع وإنفاذ المساعدات الإنسانية، حيث شدد الرئيس على ضرورة وقف الحرب الجارية، محذراً من أي عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية، بما ستسفر عنه من تداعيات كارثية على الوضع الإنساني في القطاع، وكذا على السلم والأمن الإقليميين، ومؤكداً أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسئولياته لتنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة.
كما نفى رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية ضياء رشوان نفيا قاطعا ما تم نشره بإحدى الصحف الأمريكية، من مزاعم بأن مصر قد تداولت مع الجانب الإسرائيلي خططه للاجتياح المزمع لرفح.
وجدد رشوان تأكيد الموقف المصري "الثابت والمعلن عدة مرات من القيادة السياسية، بالرفض التام لهذا الاجتياح الذي سيؤدي إلى مذابح وخسائر بشرية فادحة وتدمير واسع، تضاف إلى ما عانى منه الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة خلال 200 يوم من العدوان الإسرائيلي الدموي".
كما أوضح أن تحذيرات مصر المتكررة قد وصلت - من كافة القنوات - للجانب الإسرائيلي، منذ طرحه فكرة تنفيذ عملية عسكرية في رفح، بسبب هذه الخسائر المتوقعة، فضلا عما سيتبعها من تداعيات شديدة السلبية على استقرار المنطقة كلها.
وفي السياق ذاته حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، اليوم، من اجتياح جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، مؤكدا أنه سيؤدي إلى مجزرة جديدة.
وقال الصفدي، إن اقتحام رفح، سيضاف إلى قائمة المجازر الإسرائيلية المرتكبة في قطاع، لافتا إلى أن الأردن يتفق على اتخاذ كل ما هو ممكن، لمنع قوات الاحتلال من شن هجومًا على مدينة رفح.