كتب - شريف سمير :
المصريون أساتذة في السخرية من أي ظاهرة، وتحويلها إلي مفارقة كوميدية أو مادة خصبة للمزاح وتفجير النكات .. وبمجرد أن ارتفعت أسعار الأسماك لأرقام قياسية غير مسبوقة، دشن مواطنون حملة كبيرة لمقاطعتها لمدة شهر، وبالفعل نجحت الحملة خلال أيامها الأولى في تخفيض الأسعار، ورغم ذلك مازالت مستمرة وسط إصرار منظمي الحملة على عدم الشراء.
** شادر السمك اليتيم!
ويواجه تجار الأسماك في 8 محافظات مصرية هي الأسكندرية وبورسعيد ودمياط والإسماعيلية والشرقية وبني سويف والسويس والغربية خسائر فادحة بسبب الحملة، ولأول مرة تخلو الأسواق من عملائها وروادها وتتعرض الأسماك للتلف لعدم وجود من يشتريها.
** جنون البلطي والسردين!
وقال سعيد الصباغ مؤسس الحملة التي أطلق عليها "خليها تعفن" إنه قرر إطلاقها احتجاجا علي حالة انفلات في الأسواق، مشيرا إلى أنه تمت مخاطبة المسؤولين لضبط الأسعار وإحكام الرقابة على التجار والبائعين .. إلا أن الحملة لم تردع التجار، وواصلوا رفع الأسعار وبنسبة 2000% حتى وصل سعر سمك البلطي إلى 100 و200 جنيه للكيلو والسردين إلى 150 جنيها.
** للأثرياء فقط!
وأشار الصباغ إلي ارتفاع جنوني أصاب الجمبري والسوبيا والبربوني وموسي لتناسب أسعارها الأثرياء فقط، رغم وقوع المحافظة وعدة محافظات أخرى على ساحلي البحر المتوسط والأحمر ووجود مزارع كبيرة وعديدة لتربية الأسماك في كافة المحافظات الساحلية.
** حوار وطني!
وشارك الصباغ في جلسات مؤتمر الحوار الوطني وطالب بتخفيض أسعار الأسماك والسلع والخدمات وضبط الأسواق وفرض الرقابة على التجار، وتشديد العقوبات على المخالفين والمحتكرين، انطلاقا من أن الأسماك عنصر غذائي مهم لتوفير البروتين للمصريين وكانت أسعارها في متناول الجميع لتعويض ارتفاع أسعار الدواجن واللحوم وبعد دخولها هي الأخرى قائمة السلع مرتفعة السعر، وبات واجبا مقاطعتها لحين التزام التجار ووصولها للسعر الذي يناسب الجميع .
** لا شراء!
وأسفرت "خليه يعفن" عن انخفاض سعر السمك لأرقام كبيرة حيث وصل سعر البلطي إلى 30 جنيها بعد أن وصل إلى 100 و200 جنيه، ومع ذلك مازال المواطنون يمتنعون عن الشراء وسيظلون هكذا حتى تنخفض الأسعار تماما، وتصل لأرقام تلائمهم وتخاطب كافة محدودي الدخل.