بمجرد إعلان وفاة الحاج إسماعيل الزعيم، المعروف بلقب "أبو السباع"، في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، انتاب الحزن قلوب الزوار وأهالي المدينة.
انعكس هذا الحزن بوضوح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر الناس عن تعاطفهم وحزنهم الشديد بعد سماع هذا الخبر.
تجاوباً مع هذا الحدث، بدأت التساؤلات تثار حول شخصية "أبو السباع"، وعن قصته التي أدمعت عيون المدينة، فمن هو هذا الرجل الذي وصفته الأجيال بالرمز للصبر والإيمان؟ تعرفوا في السطور التالية على حكايته الرائعة.
من هو أبو السباع
أبو السباع، رجل سوري الجنسية يبلغ من العمر 95 عاماً، كان يعيش في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية منذ عام 1982، حيث كانت حياته مليئة بالعطاء والصبر.
عاش أبو السباع حياة بسيطة ومع ذلك، لم يتخلى أبو السباع عن روحه القوية وإيمانه العميق بالله، الذي كان يعتبره دعامة أساسية في حياته، وتاريخه معروف بالتواضع والعطاء، حيث كان يُعتبر من رموز الخير في المدينة المنور ، وكان يقدم المساعدة للفقراء والمحتاجين، ويشارك في الأعمال الخيرية بكل سرور.
العمل الخيري لـ أبو السباع
لمدة 40 عامًا، كان الحاج إسماعيل الزعيم، أحد أبناء مدينة حماه في سوريا، يعيش في المملكة العربية السعودية، حيث انتقل إلى المدينة المنورة، كانت حياته مخصصة لتقديم الخدمة والعطاء بكل سخاء، إذ كان يقوم بتقديم الحليب والشاي والمياه والتمور والخبز والحلوى مجانًا للزوار أمام المسجد النبوي.
كان يظهر الحاج إسماعيل، الملقب بـ "أبو السباع"، جالسًا على كرسي بلاستيكي أمام المسجد النبوي، حيث كان يضع أمامه طاولة تحتوي على 300 كوب من المشروبات والخبز والحلوى، ليقدمها بشكل يومي لزوار المسجد النبوي الشريف مجانًا دون أي مقابل مادي.
وكان شعاره الشهير يستند إلى قول الله تعالى: "إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا"، وكان يعيش وفقًا لهذا المبدأ، حيث كان يقدم خدماته دون مقابل ولا يسعى للحصول على أي جزاء أو شكر.
بهذا العطاء الذي استمر على مدى عقود، أصبح الحاج إسماعيل الزعيم أيقونة للكرم والتسامح في المدينة المنورة، حيث غمرت قصته القلوب بالدفء والرحمة، وتركت بصمة إيجابية في نفوس الزوار وسكان المدينة على حد سواء.
رحيل أبو السباع ترك فراغاً كبيراً في قلوب الناس، حيث عبر الجميع عن حزنهم العميق لفقدان هذا الرمز الذي كان يمثل الخير والعطاء في المدينة، إن إرثه العظيم سيظل خالداً، ملهماً للأجيال القادمة لتحمل المسؤولية والعمل لخدمة المجتمع بنفس الروح النبيلة التي عاشها أبو السباع