رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

”ياريتني ماكنت أستاذ جامعة واشتغلت مطرب”.. حكاية ابن رئيس مجلس الشعب السابق مع عمرو دياب

المصير

الأحد, 7 إبريل, 2024

09:17 ص

كتب- أحمد عبادي

إنهارت منظومة القيم، وفسد الذوق وتهاوت مكانة العمل وفضيلة الأخلاق، لتصبح التفاهة واللهو واللعب آفة المجتمع، كان قديما المطرب ولاعب الكرة مثالان للفشل، والممثل يلقب بالمشخصاتي وكان اللفظ وصمة عار في مجتمعات الصفوة والطبقات الراقية، أما الآن فأصبح المدرس والطبيب والعالم والمهندس والمحامي مجرد موظفين كادحين يجاهدون للحصول على قوت يومهم ويحاربون للالتحاق بقطار صفوة المجتمع الذي يقوده الفنانون والمطربون ولاعبو الكرة بل وحتى البلوجرز.
لم يعد غريبا في مجتمع أصبح فيه التريند هو الهدف، والشهرة وكسب المال دون اعتبار للوسيلة هو الغاية، أن تسأل الطفل السؤال الاعتيادي، (نفسك تطلع إيه لما تكبر) فيجيبك مزهوا وبكل فخر لاعب كرة أو ممثل أو مطرب والأغرب أنه ربما لا يملك من مقومات هذه المهن أي لمحة من الموهبة والقدرات وإنما فقط يمتلك حبا للشهرة وكسب المال جعلت من تلك المهن لديه النموذج والقدوة التي ستحقق له ذلك.
كلنا نتذكر واقعة المطرب أحمد سعد حين قال مازحا في أحد اللقاءات التليفزيونية أن ما لا يعرفه الناس أنه وشقيقه الفنان عمرو سعد لديهم شقيق ثالث عالم وأستاذ جامعي، ووصفه بكل سخرية أنه الفاشل بينهم لأنه اختار طريق العلم وأصبح أستاذ جامعي، وحكايتنا اليوم لأستاذ جامعة أيضا وصل به الحال نتيجة موقف مر به أن أدرك أنه في مجتمع يرفع شأن المطربين على العلماء فتمنى لو أنه كان مطربا وليس أستاذ جامعة.

*ابن رفعت المحجوب يرافق شقيق أحمد سعد في قطار الفاشلين!!
يقول الدكتور أيمن رفعت المحجوب، ابن رئيس مجلس الشعب الراحل الدكتور رفعت المحجوب،
"في رحلة عودتي من أحد بلاد أوروبا صادفني على الطائرة المغني الشهير عمرو دياب، والحقيقة أنا لست فضولي، ولكن هذه المرة قررت أن أراقب الموقف لأرى كيف سوف يقابله الركاب وكيف سوف يتعامل معهم، وما أدهشني فعلا، رغم إقبال أغلب ركاب الطائرة على إلتقاط الصور الخاصة معه (selfie ) من جميع الأعمار ، لم يضج الرجل ولم يرفض على الإطلاق، حتي أثناء تناول الوجبات، سعى إليه طاقم الطائرة لأخذ صور معه ولم يقل لأحدٍ لا".
"ولكن، ما أن نزلنا فى مطار القاهرة الدولي "صالة الوصول" انقلب المطار رأس على عقب، وتكالبت الناس على الهضبة و ترك موظفو وعمال المطار اشغالهم لالتقاط الصور مع النجم، حتي ضابط الجوازات ترك طابور الركاب ينتظر لكي يصافح عمرو دياب، ثم يختم له الجواز قبل كل الذين وصلوا من قبله إلى شباك الجوازات، أضف إلى ذلك إحضار حقائبة قبل كل ركاب الطائرة ..!!
إلى أن وصلنا إلى التفتيش الجمركي، فخرج هو أولا مع مجموعة من الأتباع والحاشية، ثم خرجت حقائب الفنان عمرو دياب دون تفتيش، أو حتي الكشف عليها من خلال الأجهزة الإلكترونية (X-ray)، ثم جاء دورنا نحن الركاب ( أفراد الشعب ) فى الخروج .. فبادر بسؤالي أحد مفتشي الجمارك وقال: من أين أتيت... و كم يوم قضيت هناك ... و ماذا كنت تفعل... ولماذا سافرت .. وهل أحضرت معك شيء يستوجب دفع رسوم جمركية علية ......الخ من هذة الأسئلة ..!!
فسألته فى تعجب ..!! لماذا كل هذه الأسئلة ؟ .. أنا أستاذ بالجامعة و كنت أُدرس بعض المحاضرات، ما الذي يمكن أن أحضره معي كأستاذ جامعي، إلا بعض الأشياء البسيطة التي تتناسب مع مرتب الحكومة، فأنا مثلك موظف عام (من متوسطي الدخل). .. ثم قلت له: لماذا لم تطرح مثل تلك الأسئلة على الفنان عمرو دياب، هو وصحبته، و لماذا لم تطلب تفتيش حقائبهم ..!!
فجاء الرد المقنع والذي أفحمني من متخصص التفتيش الجمركي .. حيث قال حضرت مسؤل الجمارك المحترم: النجم عمرو دياب يسافر كل شهر مرتين أو ثلاث لإحياء حفلات في الخارج، ولا يحتاج أن يشتري الكثير من الخارج ، فهو يمكن أن يشتري من مصر ما يشاء بأغلى الأسعار( فهو يكسب الملايين )، أما أنت ( يقصدني أنا العبد لله ) أستاذ جامعة فين و فين لما بتسافر، وطبعا بتحوش قبلها كتير علشان تشتري لأولادك ملابس مستوردة و موبايلات و تتصور أنك سوف تمر بدون جمارك ..
ثم أكمل وقال:
أنا فاهم شغلي يا أستاذ .. أنا خبير في تلك الأمور، وقال من فضلك أدخل حقائبك على الجهاز، واستعد للتفتيش الذاتي أيضا.
ويستكمل الدكتور أيمن المحجوب قائلا: "أنا لا ألوم الفنان عمرو دياب من قريب أو بعيد، فالرجل لم يخطئ فى شيء بل كان فى قمه الأدب والذوق مع كل من تعامل معهم، و الحق كان متواضع، ولكن ألوم نفسي لأني سمعت نصيحة أبي وانا صغير، والذي قضى على مستقبلي بدخولى الجامعة ثم حصولي على الماجستير و الدكتوراة، لكي أصبح فى النهاية استاذ فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. وبعد ثلاثين عام من التدريس، أصبحت مشتبه في أني مهرب أدوات كهربائية وموبايلات عند عودتي من التدريس بالخارج، ياريتني كنت طلعت مغني أو لاعب كرة قدم مشهور" .
وهكذا انتهت قصة الدكتور أيمن المحجوب مع المطرب عمرو دياب، لكن لم تنته حكاية وطن ازدرى علماءه وأهملهم لصالح فئات التسلية واللهو واللعب، وطن تحول من "بلد بتاعة شهادات صحيح"، إلى "بلد بتاعة تريندات صحيح".