كثيرا ما تمثل المستشفيات وما يجري بها من أحداث حواديت مثيرة يتناقلها الناس في زاوية الحكايات المرعبة والمتصلة بعالم الأرواح، وكثيرا ما نأخذ تلك الحكايات في سياق التسلية والروايات الخيالية، إلا إن كان المتحدث شخصا على صلة بالمكان وشاهدا على تلك الأحداث، ليصبح سرد الرواية في تلك الحالة من باب حدث بالفعل.
وفي هذا السياق تأتي تلك الحكايات التي ينقلها لنا الدكتور ت.م نائب رئيس قسم العناية المركزة بأحد مستشفيات القاهرة الحكومية، عن بعض الأحداث المريبة داخل المستشفى، والتي حدثت أثناء فترة عمله.
*غرفة التعقيم المسكونة
هي كما يؤكد الدكتور أكثر مكان صدرت منه الشكاوي، فجميع طاقم التمريض لاحظ أشياء غريبة، تنوعت مابين صراخ أو سقوط الأدوات من تلقاء نفسها، والبعض لاحظ تحرك باب فرن التعقيم و كأن هناك من يفتحه و يغلقه، حتى أن البعض دخل الغرفة لأول مرة بعد التعيين، واستلام العمل داخل المستشفى ولم يكرر دخولها ثانية.
ويقول الدكتور "لن أنسى الممرضة التي دخلت الغرفة أول مرة، لتخرج باكية من دون رجعة، وتطلب نقلها إلى قسم آخر أو تغادر المستشفى نهائياً".
*أشباح الغرفة 5
بدأت معرفتي بتلك الأحداث المريبة التي تشهدها الغرفة رقم 5 الخاصة بالعناية المركزة، عندما أنهيت الشيفت الخاص بي أحد الأيام وقمت بتسليم حالات العناية للطبيبة، وغادرت المستشفى وعند وصولي للمنزل تلقيت مكالمة، تفيد بأن الطبيبة غادرت مسرعة وتركت المستشفى، وأن الحالات على أجهزة التنفس الاصطناعي، ولابد أن أعود، ذهبت غاضباً وعند حديثي مع الطبيبة، عبرت عن خوفها من رجل قام بسبها وحاول ضربها.
لم نكترث للأمر في ذلك الوقت حتى عادت الشكوى مرة أخرى، عندما جاءت طبيبة أخرى لاستلام العمل بعد تسعة أشهر، والغريب أن هذا الأمر لاحظناه مع الطبيبات الإناث فقط.
ورغم أنني أعمل معظم وقتي داخل قسم العناية المركزة، ففي الحقيقة لم أرى شىء بعيني ولكن ألاحظ، أن معظم المرضى يعبرون عن خوفهم الشديد من هذه الغرفة تحديداً، وأكثر من مريض بعد الإفاقة يطلب مني مغادرة الغرفة، والذهاب إلى أي غرفة أخرى.
والبعض الآخر يحدق النظر بمكان معين، جميع المرضى يحدقون في نفس الزاوية، وكان هناك مريض سكر يتم حجزه داخل العناية، بشكل دوري و في مرة قبل تركيب جهاز الكلى، صرخ وطلب أن يتم حجزه داخل غرفته، وأنه لا يطيق الجلوس في الغرفة قائلا إنه يرى أشخاص غريبة الشكل، وعندما قمنا بنقله هدأ على الفور.