رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

كلها أراء شاذة، رد قاطع من الأزهر على كلام على جمعة عن نهاية النار يوم القيامة

المصير

الخميس, 21 مارس, 2024

11:21 ص

كتبت :غادة عويس

كعادته دائما يثير الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق الجدل الشديد في معظم أرائه وفتاويه.

وكان آخر ما أثاره جمعة من فتاوى واراء فقهية مثيرة للجدل، حديثه في برنامجه الجديد عن فناء النار يوم القيامة حينما قال : "ربنا أخبرنا بأن هناك جنة ونار، طيب لو أن الله ألغى النار يوم القيامة هنقوله لا ..ما يدخل كل الناس الجنة، هو فعال لما يريد، وده وارد وعلماء مسلمين كتير قالوا أه وارد، وده يبقا كرم وعطاء، ولما وعد بالنار مش ضرورى يعملها، ويبقا معموله لينا حتى لا نؤذي أحدا والخوف من الله تعالى."

آراء شاذة

تواصلت" المصير "مع الدكتور عبدالعزيز النجار، عضو لجنة الفتوى في الأزهر الشريف، لمعرفة رأيه فيما أثاره مفتي الجمهورية السابق فقال : لا يعتبر أول من يقول هذا الرأي، بل هو كلام موجود بالفعل لبعض العلماء، ولكنه ليس إلا كلام شاذ وآراء منافيه لكل الدلالات.

وأضاف "والأدلة المذكورة في القرآن والسنة، وخير دليل على عدم صحة هذا الكلام قول الله عز وجل في خواتيم سورة الزمر : "َسِيقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًاۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتۡ أَبۡوَٰبُهَا".

والآية التي وردت في سورة النساء: "الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا"، إذ يعتبروا دليل قطعي على وجود الجنة والنار، وأكد "النجار" على أنه لا نقاش على أن الله فعال لما يريد وهو مالك يوم الدين، الرحمن الرحيم، ولكنه لن يذكر أمرًا كهذا من باب إرهاب عباده فقط، لأنه سيتنافى مع قوله عز وجل: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰالِدًا فيها"، فغير ممكن أن يأتي عز وجل يوم القيامة ويقول للقاتل ادخل الجنة "لإن خلاص معدش عندنا نار"!!

وأوضح "النجار" أن فكرة فناء النار غير متاحة ولم يرد نص لا في حديث ولا آية قرآنية يلمح حتى مجرد التلميح لأمر كهذا، كل ما ورد هو وجود الجنة والنار ووعد الله للمخالفين بخلودهم جهنم، والمؤمنين تنعمهم بالجنة هو ما سيفي الله به، فالمسألة منتهية ولا نقاش فيها، فمن اوفى بعهده من الله عز وجل؟

واستكمل "النجار" حديثه بأن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد إلا الحبيب محمد، فأراء العلماء كثيرة على مدى العصور،فعلى كل من يستمع لرأي عالم من العلماء أن يدرك أنه رأي مُلزم لصاحبه وغير ملزم للآخرين، فالأصل القرآن والسنة والقياس وجِماع الأمة، وهذه هي المصادر التشريعية الوحيدة التي تعتبر مرجع نهائي لكل خلاف يحدث بين الناس، فإذا كان هناك رأي لا يقتنع به المرء ويتعارض مع النصوص الظاهرة فهو غير ملزم به، وعليه أن يتركه ويبحث عن الآراء الأكثر تماشيًا مع المراجع الأربعة، خاصًة أن هذا دين وعقيدة وأن الإنسان لابد أن يحطاط في هذه الأمور أكثر مما يحطاط في غيرها.

واختتم حديثه بالرد على السؤال المنتشر بين جموع الشباب، بأن الأزهر ليس إلا مؤسسة وسطية، لا تملك الحق في أن تحجر على آراء العلماء، وينتهي دوره في أن ينتقي منها ويفندها ويرد على بعضها ويوجهها فقط، ولا سلطة له لمنع أحد من الظهور الإعلامي، كما أنه لا يوجد قانونًا يسمح له بمنع أي داعية فكريًا أو منهجًا، وبالتالي هناك الكثيرين من الأشخاص الذين لهم آراء مضللة وأفكار شاذة وهدامه للدين في الإعلام، لا يمتلك الأزهر الحق في منعها من الظهور.