كتب - شريف سمير :
سمعة الشيخ أحمد المحلاوي سبقته منذ وأن كانت صوت الحق وشجاعة الرأى ضد أى نظام سياسي .. واكتسب دوره كداعية ديني بعدا وطنيا وهو يشعل جذوة الحماس فى نفوس الشباب للشعور بمزيد من الانتماء للوطن والاعتزاز بمصريتنا!
** محارب بالكلمة والفكرة!
وآمن الشباب الإسكندراني بكل كلمة تفوه بها المحلاوى تحت أى ظرف أو فى أى سياق ديني أو سياسي أو تاريخي .. فقد كان الشيخ "المحارب بالكلمة والفكرة" حاضرا دائما بين الجماهير ومُنتميا لهمومها، لا لتنظيم أو حزب .. وأكثر حقبة تألق فيها نجمه أثناء ثورة 25 يناير 2011، عندما شجع الشباب على الانتفاضة وتحول مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية إلى ملحمة ثورية تحرك وتحرص مشاعر وطموحات جموع الشعب المصري نحو التغيير والإصلاح.. وهو أمر بديهي مع شخصية بحجم وتأثير المحلاوى انتقل بالعمل الإسلامي من المسجد إلى الشارع، بتأسيس جمعية "علماء المساجد بالإسكندرية"، وتتلمذ على يديه الكثير من المشايخ، منهم: محمد إسماعيل المقدم، وصفوت حجازي، والشهيد عبد العزيز الرنتيسي -القيادي المعروف بحركة حماس- أثناء دراسته بمصر، وفايز النوبي، وغيرهم.
** مسجد سيدي جابر!
وتفرغ الشيخ المحلاوي في هذه المنطقة النائية لطلب العلم لمدة 5 سنوات كاملة، وبدأ نشاطه في الدعوة والتدريس فور انتقاله إليها، وساهمت سمات شخصيته، وطريقة خطابته، بدور فاعل في تأثيره المباشر على قطاع عريض من الجماهير
.. وبدأت رحلة المحلاوى فى الأسكندرية بفصل جديد من الدعوة في مسجد سيدي جابر، والتي أطلق عليها الشيخ مرحلة الانتقال "من عالم الريف إلى عالم البنطلون والميني جيب".
** دخول المدارس!
وحينما وصل المحلاوي إلى الإسكندرية، كان معظم الإسلاميين في السجون، وكان المسجد في ذلك الوقت، كما يذكر المحلاوي، مقصورا على كبار السن ومن ليس لهم عمل، ولم يكن يوجد المصلون في المسجد إلا في صلاة الجمعة فقط، فبات المسجد كالمحراب الأجوف بلا أي فاعلية دينية أو اجتماعية له .. واعترف المحلاوى وقتها بأنه أشبه ب "حانوتى" يقتصر عمله على العجائز والمرضى والمسنين .. ولكنه كسر هذا الجمود بميكروفون خطابة جهورى لايقتصر علي المساجد وزوايا الصلاة والاعتكاف، وإنما امتد نشاطه وشعلة التنوير إلى المدارس، واتفق المحلاوي مع مجموعة من زملائه المدرسين على إعطاء دروس خصوصية مجانية لجميع المراحل العمرية داخل المسجد.
** اقتحام الجامعات!
وأغرى نجاح المسجد مع طلبة المدارس المحلاوي للتخطيط لاقتحام الجامعة، فاتصل بأساتذة الجامعة الذين يعرفهم بحكم وجوده في المجتمع وعرض عليهم فكرة الدروس المجانية لطلبة الجامعة، ولم يتردد أحد ورحبوا بشدة بالفكرة، وعلى عكس المتوقع، فقد بدأ المحلاوي بالكليات العلمية على رأسها الطب والصيدلة والهندسة، ووفر للطلاب كل ما يحتاجون إليه داخل المسجد لدرجة أنه وفّر المعامل وحتى الجثث التي يدرس عليها طلبة الطب.
** منبر الوعي والثورة!
كما أطلق الشيخ على مشروعه اسم "الجامع والجامعة" لمعاونة الطلبة ورعايتهم دينيا وعلميا وماديا واجتماعيا، واستمرت "فصول التقوية للطلاب" في مسجد سيدي جابر كما رفع شعارها الشيخ المحلاوي، وأدّى نجاح الطلاب وتفوقهم إلى اقتداء أئمة المساجد الأخرى بما يفعله واستغل الشيخ ذلك الحماس فأسس جمعية "علماء المساجد بالإسكندرية" لتكون منبرا ومؤسسة يتحرك من خلالها العلماء والدعاة لخدمة الدين والوطن ورعاية مصالح الدعوة والدعاة، فضلا عن مواقف المحلاوى الإنسانية المكملة لرسالته ولاتنفصل عنها، وفى مقدمتها توفير الشيخ لعدد من زملائه الأئمة شققا سكنية عن طريق معرفته وعلاقاته ببعض المحافظين، وتقديم المساعدات للمحتاجين وامتد نشاطه إلى دعم محو الأمية وبناء مستوصفات العلاج للفقراء .. ويظل المحلاوي بمبادئه وأخلاقه الحميدة حيا فى قلوب وعقول شباب مصر الباحث عن قدوة فعلا لا قولا!