على مسافة 40 كم تقريبا من عاصمة محافظة الشرقية (مدينة الزقازيق) تقع قرية "قنتير" التي دارت بها أحداث فرعونية وثقتها وزارة الآثار وتحدث عنها التاريخ، وعلى الرغم من ذلك لم تحظ "قنتير" بنصيب الأسد من الوجود على خريطة السياحة، لمحافظة الشرقية.
** فك اللغز
ومنذ عهد قريب، بدأت ألغاز تلك القرية الفريدة في الحل، عندما توافدت إليها البعثات الأثرية للبحث والتنقيب.
وتحدث لموقع "المصير" رجل تظهر عليه علامات الشيخوخة، ويدعى محمد على وهو أحد قاطني القرية، قائلا إن "ادجار بوش" رئيس البعثة اليهودية الألمانية، والتي جاءت للقرية منذ أكثر من 40 عاما للتنقيب عن الآثار فى مئات المناطق داخل القرية، والقرى المجاورة لها، يمتلك منزلا بالقرية منذ عام 1979 ويأتي إليه 3 أشهر في السنة فقط .
** قرية "قنتير"، أصل الحكاية
وروى المسن أنه سمع من أجداده أن سيدنا موسى ولد بقرية قنتير، ودارت فيها قصته الشهيرة مع فرعون مصر، حيث ألقته والدته في اليم من قنتير إلى تل الضبعة حيث مكان قصر فرعون، موضحا أن في تلك المنطقة حاول اليهود بناء معبد ومزار لهم حتي يتمكن جميع يهود العالم من زيارة المكان الذي ولد فيه سيدنا موسى عليه السلام.
وقال لنا رجل آخر ويبدو على وجهه علامات الخوف والهلع وهو يتحدث رافضا ذكر اسمه، إن قرية" قنتير" مبنية على سراديب من الآثار، والحجارة التي تعود إلى العصر الفرعوني، مشيرا إلى أن الكثير من أهالي القرية عثروا على لوحات مرسوم عليها رموز عربية.
** بقايا آثار فرعونية
وبتجولنا في معظم نواحي قرية "قنتير"، وجدنا بها بقايا آثار فرعونية، وبقايا تماثيل بالأراضي الزراعية، ولكن عوامل التعرية، والجو جعلتها تتآكل شيئا فشيئا، وذلك لعدم ترميمها.
ويزور القرية عدد من بعثات وزارة الآثار المصرية، في محاولة منهم لاستكشاف المزيد من الآثار للتنقيب عليها.
** رواية "قناديل الذهب"
وتزعم إسرائيل أن قنتير بلد أجدادها، باعتبارها مهد سيدنا موسى عليه السلام، ويطلق عليها اليهود في كل بقاع العالم "قناديل الذهب".
وأثبتت الدرسات الأثرية أنه يوجد في قرية "قنتير" أسطورة الـ 13 سلمة الذهبية التي كانت تؤدي إلى كنوز، وقصور المحارب الأعظم زوج ابنة رمسيس الثاني، بالإضافة إلى مسار سيدنا موسي عندما ألقت به والدته باليم من قنتير إلى تل الضبعة المجاورة لقرية قنتير.
** معرض يضم 250 قطعة أثرية
وفي وقت سابق افتتح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والسفير فرانك هارتمان سفير ألمانيا لدى القاهرة، معرضا مؤقتا تحت عنوان "آثار قنتير.. قرن من الحفائر والبحوث في مقر إقامة الرعامسة"، بالمتحف المصري بالتحرير، وكان يضم 250 قطعة أثرية من آثار قنتير.
** خروج بني إسرائيل من مصر
وباختصاصه قال عبد الرحيم ريحان، عالم المصريات، وعضو المجلس الأعلى للثقافة، إن لمدينة قنتير أهمية كبرى حيث تقع فى أرض جاسان أو جوشن، الذى عاش بها بنو إسرائيل فى مصر، وهم أبناء نبى الله يعقوب أخى سيدنا يوسف المذكورين فى القرآن الكريم فى سورة يوسف آية رقم 99 .
وأشار ريحان إلى أن طريق خروج بنى إسرائيل من مصر بدأ من مدينة رعمسيس أى تل الضبعة أو قنتير، ثم اتجهوا إلى طريق الفرع البيلوزى أو ترعة بحر البقر حاليا.
** ما قبل أحمس ورمسيس الثاني
وأضاف ريحان أن قنتير، وتل الضبعة، وعزبة حلمى، وعزبة رشدى، والذي كانت تبلغ مساحتهم 15 كيلو متر مربع، كانوا يمثلون مربعا تغرقه الآثار الفرعونية القديمة، مشيرا إلى أنه عندما غزا الهكسوس مصر اتخذوا هذه المنطقة كعاصمة لهم إلى أن جاء الملك أحمس وطردهم ودمر المدينة التى كانت تعرف باسم "أواريس" أو حات وعرت، وعندما جاء رمسيس الأول للمدينة اتخذها مركزا لحكمه، ولكن ابنه رمسيس الثانى أقام بالفعل عليها واتخذهاعاصمة لمصر لمدة 67 عاما، وأراد رمسيس تغيير معالمها حيث بنى فيها عدة قصور، ومعابد وإسطبلات خيل وحدائق وهذا غير من شكل تلك المدينة الفرعونية كثيرا آنذاك .