ثابت: مؤسسة الأهرام تعمل حاليًا على 3 مشاريع مهمة من خلال تاريخها على مدار 159 سنة
"مسلم": يجب التعامل مع التطور الكبير في الصحافة واستيعابه والاستفادة منه
برلماني : يظل صانع المحتوى هو "الجورنالجي" حتى في وجود الذكاء الاصطناعي
عبدالمجيد: الذكاء الاصطناعي أصبح واقع وتحدي كبير يستوجب وضع استراتيجية لتأهيل الصحفيين وتطوير المحتوى
نظمت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، صالونًا نقاشيًا تحت عنوان "تحديات تواجه الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي"، وذلك لمناقشة أبرز التحديات التي قد تواجه مهنة الصحافة في عصر التطور التكنولوجي السريع وانتشار التقنيات الذكية، وكيف يمكن التكيف مع هذا الواقع الجديد، حيث يعتبر الذكاء الاصطناعي واحداً من أهم التقنيات التي تؤثر بشكل كبير على عمل الصحافة، وهو مجال يجلب معه فرصاً كبيرة وتحديات متزايدة في نفس الوقت.
ناقش الصالون، كيف يستعد الصحفيون لهذه المستجدات حتى يكونوا أكثر ملاءمة مع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ويكونوا مؤهلين لاستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتوليد المحتوى، وتطوير مهاراتهم والتكيف مع التغيرات المستمرة في مجال العمل الصحفي.
أكد الكاتب الصحفي علاء ثابت رئيس تحرير جريدة الأهرام، أن الهيئة الوطنية للصحافة بدأت بشكل مبكر في تحفيز المؤسسات الصحفية نحو استخدام الذكاء الاصطناعي، من خلال توفير حزم تشجيعية ومادية للمؤسسات لمواكبة التطور التكنولوجي.
وأشار "ثابت" إلى أن مؤسسة الأهرام تعمل حاليًا على 3 مشاريع مهمة، من خلال استخدام الداتا التي تمتلكها المؤسسة التي تكونت على مدار 159 سنة حيث أحتفلنا منذ فترة قريبة بالعدد الـ 50 ألف من إصدار الأهرام، مضيفين إلى أنه يتم العمل على تحويل تلك المواد للذكاء الاصطناعي للاستفادة منها ومن أرشيف الصور الذي تمتكله المؤسسة.
وأضاف رئيس تحرير الأهرام أن الأمر يحتاج إلى إرادة حقيقية لدى الصحفيين والحصول على تدريبات لمواكبة التطور التكنولوجي الكبير، وحتى لا يخرج من سوق العمل، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح مهمًا للغاية لذلك أصبح تخصصًا أصيلًا في عدد كبير من كليات الهندسة والحاسبات والمعلومات، وأصبح هناك آلاف من الأبحاث المقدمة في هذا المجال.
وأوضح أن مؤسسة الأهرام، قامت بتدشين منصة للتوزيع الإلكتروني لتوزيع نسخ إلكترونية ذكية من الصحف، من خلال وجود اشتراك يتم دفعة، وذلك على شاكلة ما قامت به نيويورك تايمز والتي تحولت من الخسارة إلى تحقيق مكسب بداية من 2014 عبر اشتراكات الحصول على النسخ الإلكترونية الذكية.
فيما قال الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس الشيوخ ورئيس مجلس إدارة جريدة الوطن، إنه يجب التعامل مع التطور الكبير الذي يحدث في الصحافة والاستفادة منه، مشيرًا إلى أن مواكبة التطوير مفيدة بشكل كبير للجمهور والقراء واستيعاب هذا التطور الكبير مهم للغاية.
وأكد، أن صحيفة الوطن قامت بتجربة مهمة وهي تحليل تطور القراء واهتماماتهم من خلال شركة متخصصة وذلك لتلبية متطلبات واحتياجات القراء، مضيفًا أن الذكاء الاصطناعي يتم استخدامه في أشياء كثيرة فى المهنة ومنها الصوت والصورة وغيرها الكثير وبالتالي الذكاء الاصطناعي فرض نفسه بقوة ويجب التعامل معه بشكل كبير.
وأضاف أن هناك تقرير مهم عن مخاطر المهنة وكان أهم النقاط فيه ضرورة التكييف مع التطور الكبير الذي يحدث في مهنة الصحافة، مشيرًا إلى ضرورة الاهتمام بذوى الهمم وتقديم كل ما يحقق الاستفادة لهم بشكل كبير وهذه التجربة صحيفة الوطن تقدمها الان بشكل احترافي متطور.
وبدوره قال النائب نادر مصطفى، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن القارئ هو من يستفيد من الصحافة والإعلام، موضحًا أن الخبرات لسنوات طويلة في الصحافة يجعل صانع المحتوى قادرًا على التعدد.
وأضاف أن الهدف الأساسي هو الوعي، مضيفًا أننا أمام منظومة الذكاء الاصطناعي تعمل بالفعل ولكن يظل صانع المحتوى هو "الجورنالجي" الذي يقدم المحتوى.
وأشار عضو مجلس النواب عن التنسيقية، أنه يجب على الصحافة أن تتطور وترتدي ثوبًا جديدًا، مضيفًا أن الصحفي مثل الطاهي المحترف وهو قادر على أن التكيف والتغير، فالصحافة كانت سابقًا تعتمد على "الزنك" ثم تطورت وصولًا لـ PDF.
فيما أكد الكاتب الصحفي أيمن عبد المجيد عضو مجلس نقابة الصحفيين - رئيس تحرير بوابة روز اليوسف، أن مهنة الصحافة تواجه تحديات كبيرة في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة وعصر الذكاء الاصطناعي، وهو ما يتطلب من المؤسسات الصحفية والصحفي الاستعداد الجيد لمواجهة هذا التحدي.
وأشار عبد المجيد، إلى ضرورة الاهتمام بتدريب وتأهيل الصحفيين، والاهتمام بتنويع وتحسين وتطوير المحتوى، لافتاً إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن الاستفادة منه في توفير وقت وجهد كبير على الصحفيين في أداء عملهم، وأن يكون حافزاً للصحفي في أن يطور مهاراته وقدراته وأدواته المهنية، كما يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي في تحديد معرفة اهتمامات فئات الجمهور المختلفة.
وشدد عضو مجلس نقابة الصحفيين على ضرورة أن تهتم المؤسسات الصحفية ونقابة الصحفيين والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة بوضع استراتيجيات لمواجهة التحديات في ظل عصر الذكاء الاصطناعي، متابعا: هذا الملف مهم أن يكون أحد المحاور في المؤتمر العام لنقابة الصحفيين الذي يجري الإعداد له حالياً، حتى يتم التكيف مع الذكاء الاصطناعي وكيفية استثماره كأداة حديثة لتطوير المحتوى، ويجب أن تضع نقابة الصحفيين استراتيجية، وأن يتم الاهتمام بتطوير الكادر العنصر البشري القائم بالاتصال وصانع المحتوى، لأنه بدون التحرك سريعا سيكون هناك فقد فرص وزيادة بطالة في ظل هذه التحديات.
أدار الحوار خلال الصالون مصطفى مسلم، عضو تنسيقية شباب الأحزاب و السياسيين.