رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

العالم يعيش على ”قطرة ماء”، سامح شكري وزير ”ضبط النفس” يوقف مفاوضات سد النهضة!

المصير

الأحد, 3 مارس, 2024

06:28 م

كتب - شريف سمير:


أحيانا تحتاج الدبلومسية إلى أنياب لتغيير موقف الخصم والخشونة فى التعبير لكسر شوكة الغرور والصلف، ولكنها لغة يفتقدها وزير الخارجية سامح شكري الذي يحافظ دوما على برود الأعصاب ولايميل إلى حسم الملفات الشائكة .. وبقدر ما يقتضي ملف سد النهضة سياسة تفاوضية حازمة ترغم الطرف الإثيوبي على احترام التزاماته والوفاء بها، نفاجأ بوزير "ضبط النفس" يعلن وقف المفاوضات مع أديس أبابا في قضية مصير ووجود تتطلب قرارات قاطعة وليس مزيدا من المماطلة والتسويف!.

** وزير "ضبط النفس" يوقف مفاوضات سد النهضة!

وكثيرا ما اتسم أداء شكري بالهدوء في ملف سد النهضة والتعاطي مع الجانب الإثيوبي في مفاوضات ملء السد علي مدار سنوات .. حتي مشاركته في جلسة اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع مصر والأردن والمغرب في الرياض، حيث استغل الحدث السياسي ليكشف عن سبب وقف مصر مشاركتها في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.

** شكري: إثيوبيا لاتراعي مبادئ حسن الجوار

وقال شكري إن إثيوبيا لا تراعي الحد الأدنى لمبادئ وحسن الجوار ولا تلتفت سوى للمصالح الفردية، وهو الأمر الذي بدا بشكل جلي لمصر خلال المفاوضات الخاصة بسد النهضة، وأضاف :"هذا دفعنا لاتخاذ القرار بإيقاف مشاركتنا في تلك المفاوضات التي لا تفضي إلى نتائج ملموسة طالما استمرت إثيوبيا في نهجها الحالي"، وذلك وسط تساؤلات حائرة من الرأى العام والأوساط السياسية عن الفوائد التى قد تجنيها الدولة المصرية من مقاطعة المفاوضات فى هذا التوقيت الحرج من تحديات التغيرات المناخية ونقص الطاقة وارتفاع نسبة الجفاف فى العالم، ليصبح خيار حماية مواردك المائية فرض عين وليس نوعا من الترف أو الرفاهية!.

** نرفض سياسة الأمر الواقع

واعتبر شكري أن توقيع إثيوبيا على اتفاق بشأن النفاذ إلى البحر الأحمر مع الإقليم "جاء ليثبت ما حذرت منه مصر من مغبة السياسات الأحادية لإثيوبيا المخالفة لقواعد القانون الدولي، وكذا لمبادئ حسن الجوار"، موضحا أن إثيوبيا "تعمل على فرض سياسة الأمر الواقع، دون اكتراث بمصالح الحكومات والشعوب الإفريقية".

** مصر تساند بقوة سيادة الصومال على أراضيه

كما أعرب الوزير عن دعم مصر للصومال، و"دعوتها كافة الأطراف العربية والدولية للاضطلاع بمسئوليتها في التعبير عن احترامها لسيادته ووحدة أراضيه، ورفض أي إجراءات من شأنها الافتئات على تلك السيادة أو على حق الشعب الصومالي في الانتفاع بموارده ووفقا لإرادته بأي صورة" .. وكشف شكري عن تنسيق جار لتوفير ما يلزم للجانب الصومالي من تدريب ودعم لكوادره، و"بما يمكنه من تحقيق سيادته على كامل أراضيه".

** ملفات أكثر أولوية

وتابع شكري :"نجتمع اليوم ونحن نواجه أزمات متفجرة تلقي بأعباء وتبعات غير مسبوقة على عاتقنا، على رأسها الحرب الإسرائيلية شديدة الدموية ضد الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي تحمل تبعات أمنية وسياسية وإنسانية شديدة الخطورة، لاتقتصر على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الشقيق فقط، وإنما تمتد إلى المنطقة ككل، وتلقي بظلالها على الأمن والسلم الدوليين".
وأضاف شكري: "كشفت تلك الأزمة عن عجز المجتمع الدولي عن وضع حل حاسم لفرض وقف فوري وشامل لإطلاق النار في غزة، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية للقطاع، ووضع حد لهذه المجازر وللتجويع والحصار المفروضين على قطاع غزة وأطفاله الأبرياء، والتصدي لمخططات التهجير القسري لسكانه، وما تنطوي عليه تلك الأعمال من مخطط ممنهج لتصفية القضية الفلسطينية".