رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

تخلى عن رداء الدبلوماسية وأوقف مفاوضات سد النهضة، سامح شكري وزير ”ضبط النفس” مع إثيوبيا

المصير

الأحد, 3 مارس, 2024

05:23 م

كتب - شريف سمير:


أحيانا ترفض الدبلوماسية الجمل المنمقة، وتتخلي عن الحديث الأنيق، وتلجأ إلى وضع الطرف الآخر أمام صورته الحقيقية بلا تزيين أو رتوش .. ووزير الخارجية سامح شكري من هذه الفصيلة التي تصبر علي الخصم، وعند الضرورة يفاجئه بتصريحات نارية ومباشرة ليروض جموحه وغروره!.
وكثيرا ما اتسم أداء شكري بالهدوء في ملف سد النهضة والتعاطي مع الجانب الإثيوبي في مفاوضات ملء السد علي مدار سنوات .. حتي مشاركته في جلسة اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع مصر والأردن والمغرب في الرياض، حيث استغل الحدث السياسي ليكشف بوضوح وشفافية سبب وقف مصر مشاركتها في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.

** شكري: إثيوبيا لاتراعي مبادئ حسن الجوار

وقال شكري إن إثيوبيا لا تراعي الحد الأدنى لمبادئ وحسن الجوار ولا تلتفت سوى للمصالح الفردية، وهو الأمر الذي بدا بشكل جلي لمصر خلال المفاوضات الخاصة بسد النهضة، وأضاف :"هذا دفعنا لاتخاذ القرار بإيقاف مشاركتنا في تلك المفاوضات التي لا تفضي إلى نتائج ملموسة طالما استمرت إثيوبيا في نهجها الحالي".

** نرفض سياسية الأمر الواقع

واعتبر شكري أن توقيع إثيوبيا على اتفاق بشأن النفاذ الى البحر الأحمر مع الإقليم "جاء ليثبت ما حذرت منه مصر من مغبة السياسات الأحادية لإثيوبيا المخالفة لقواعد القانون الدولي، وكذا لمبادئ حسن الجوار"، موضحا أن إثيوبيا "تعمل على فرض سياسة الأمر الواقع، من دون الاكتراث بمصالح الحكومات والشعوب الإفريقية".

** مصر تساند بقوة سيادة الصومال على أراضيه

كما أعرب الوزير عن دعم مصر للصومال، و"دعوتها كافة الأطراف العربية والدولية للاضطلاع بمسئوليتها في التعبير عن احترامها لسيادته ووحدة أراضيه، ورفض أي اجراءات من شأنها الافتئات على تلك السيادة أو على حق الشعب الصومالي في الانتفاع بموارده ووفقا لإرادته بأي صورة" .. وكشف شكري عن تنسيق جار لتوفير ما يلزم للجانب الصومالي من تدريب ودعم لكوادره، و"بما يمكنه من تحقيق سيادته على كامل أراضيه".

** ملفات أكثر أولوية

وتابع شكري :"نجتمع اليوم ونحن نواجه أزمات متفجرة تلقي بأعباء وتبعات غير مسبوقة على عاتقنا، على رأسها الحرب الإسرائيلية شديدة الدموية ضد الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي تحمل تبعات أمنية وسياسية وإنسانية شديدة الخطورة، لاتقتصر على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني الشقيق فقط، وإنما تمتد إلى المنطقة ككل، وتلقي بظلالها على الأمن والسلم الدوليين".
وأضاف شكري: "كشفت تلك الأزمة عن عجز المجتمع الدولي عن وضع حل حاسم لفرض وقف فوري وشامل لإطلاق النار في غزة، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية للقطاع، ووضع حد لهذه المجازر وللتجويع والحصار المفروضين على قطاع غزة وأطفاله الأبرياء، والتصدي لمخططات التهجير القسري لسكانه، وما تنطوي عليه تلك الأعمال من مخطط ممنهج لتصفية القضية الفلسطينية".