رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

ذكرى الشهيدة سميرة موسي، ”نطفة العلم” التى لم تجهضها أصابع ”قتلة الأنبياء”!

المصير

الأحد, 3 مارس, 2024

01:45 م

كتب - شريف سمير :


سيظل تاريخ 3 مارس مرتبطا بخروج "نطفة" العلم والنبوغ إلى النور من "رحم" القرية المصرية الأصيلة، حيث وصلت إلى الدنيا عالمة الذرة العظيمة سميرة موسى التى نالت بجوار صفة العالمة العبقرية لقب "الشهيدة" بعد أن اغتالها رصاص الموساد الإسرائيلي الغادر فى 5 اغسطس 1952، وصارت سيرتها العطرة محفورة فى الصدور مع سطور التاريخ!

** أول معيدة فى كلية العلوم

فازت موسي بنت قرية سنبو الكبرى مركز زفتى بمحافظة الغربية، بأول ألقابها كأول عالمة ذرة مصرية، وأول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا) وكما ورثت الجذور الريفية المتينة بمبادئها وطموحها عن والدها، انتقلت إلى جيناتها أيضا مكانته الاجتماعية المرموقة بين أبناء قريته، فكان منزله بمثابة مجلس يلتقي فيه أهل القرية ليناقشوا كافة الأمور السياسية والاجتماعية.

** حاملة كتاب الله

والتحقت موسى بمدرسة «سنبو» الأولى، وحفظت أجزاء من القرآن، وكانت مهتمة بقراءة الصحف، انتقل والدها مع ابنته إلى القاهرة من أجل تعليمها، واشترى ببعض أمواله فندقا في حي الحسين حتى يستثمر أمواله في الحياة القاهرية .. ثم التحقت موسي بمدرسة قصر الشوق الابتدائية ثم بمدرسة بنات الأشراف الثانوية الخاصة، والتي أسستها وتولت إدارتها نبوية موسى الناشطة النسائية السياسية المعروفة.

** المعمل الصغير الخاص

كان لتفوّقها المستمر أثر كبير على مدرستها، حيث كانت الحكومة تقدم معونة مالية للمدرسة التي يخرج منها الأول، مما دفع ناظرة المدرسة نبوية موسى إلى شراء معمل خاص حينما سمعت يوما أن موسى تنوي الانتقال إلى مدرسة حكومية يتوفر فيها معمل.

** المشوار الجامعي

اختارت موسى كلية العلوم جامعة القاهرة، على الرغم من أن مجموعها كان يؤهلها لدخول كلية الهندسة حينما كانت أمنية أي فتاة في ذلك الوقت هي الالتحاق بكلية الآداب، وهناك لفتت نظر أستاذها الدكتور علي مصطفى مشرفة، وهو أول مصري يتولي عمادة كلية العلوم. تأثرت به تأثرا مباشرا؛ ليس فقط من الناحية العلمية بل أيضا بالجوانب الاجتماعية في شخصيته.

** أول الدفعة

حصلت سميرة موسى على بكالوريوس العلوم، وكانت الأولى على دفعتها، فعُيّنت معيدة بكلية العلوم، وذلك بفضل جهود الدكتور مصطفى مشرفة الذي دافع عن تعيينها بشدة، وتجاهل احتجاجات الأساتذة الأجانب (الإنجليز).
اهتماماتها النووية وحصلت على شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات.

** بعثة الأمل

خطوة شجاعة فى طريق العالمية اتخذتها موسي فى الغربة حيث أكبر التحديات، وسافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت على الدكتوراة في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة، وتأثرت بإسهامات المسلمين الأوائل، وبأستاذها مشرفة .. وتفوقت فى كتابة عدة مقالات تتناول بصورة مبسطة عن الطاقة الذرية، وأثرها، وطرق الوقاية منها، وتشرح تاريخ الذرة وتكوينها، والانشطار النووي وآثاره المدمرة، وخصائص الأشعة وتأثيرها البيولوجي.

** محطة أمريكا .. وبئر الاغتيال!

واستجابت موسي إلى دعوة للسفر إلى الولايات المتحدة في عام 1952، حيث أُتيحت لها الفرصة لإجراء أبحاث في معامل جامعة سانت لويس بولاية ميسوري الأمريكية، وتلقّت عروضا للبقاء وشراء أبحاثها لكنها رفضت. وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 5 أغسطس، وفي طريق كاليفورنيا الوعر المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة، لتصطدم بسيارتها بقوة، وتلقي بها في وادٍ عميق وتسقط روايتها العذبة فى بئر من الأسرار ومؤامرات الأعداء.

** وسام الشرف

.. وفتح التحقيق الذى لم يغلق بعد حول ملابسات الجريمة التي لم تفلح أبدا فى إجهاض "نطفة العلم"، ولم تنس مصر ابنتها الجليلة فكرمتها الدولة عندما منحها الرئيس الراحل محمد أنور السادات وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1981 .. وأُطلق اسمها على إحدى مدارس وزارة التربية والتعليم بقريتها.. كما سُمّيت إحدى معامل كليتها باسمها، وتقرر إنشاء قصر ثقافة يحمل اسمها في قريتها عام 1998، ولن يمحى اسم سميرة موسي من البشرية رغم أنف قتلة الأنبياء وأصابعهم الدنسة!!