رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

كلمات ”إديني شوية حظ” لم تفارقه، حلمي بكر يعزف من العالم الآخر لحن ”الجحود والوفاء”!

المصير

السبت, 2 مارس, 2024

10:48 ص

كتب - شريف سمير :


في الستينات عندما لحن الموسيقار الكبير حلمي بكر أغنية "إديني شوية حظ" في رائعة المسرح المصري "سيدتي الجميلة"، لم يكن يعلم أن كلماتها ستنطبق حرفيا لتدير الحياة ظهرها إليه .. فقد تعثرت أحواله المادية وحاصرته ظروف إنسانية صعبة، انتهت بمكوثه شهورا علي فراش المرض تعزف مشاعره الحزينة أقسي "لحن جنائزي" يودع به مشواره المشرف مع كبار المؤلفين والشعراء والحناجر الذهبية!!.

** فضائح المرض والخطف والتعذيب

والأسوأ من الرحيل المؤلم في تفاصيله وسيناريوهاته المخجلة التي لاتتلائم مع تاريخ وسمعة وتر "ابن البلد"، هو سيل الفضائح والحروب التي تفجرت بعد الوفاة، مع اتهام هشام بكر، نجل الموسيقار الكبير، زوجة والده بالتسبب في تدهور حالته الصحية ومنعه من الزيارة والعلاج، بعد "اختطافه وتعذيبه"، علي حد تعبيره.

** صراع الأبناء والزوجة الثانية

وقال هشام إنه تلقى اتصالاً من شقيق والده، أخبره فيه بأن والده يموت ويلفظ أنفاسه الأخيرة، ويطالبه فيه بالقدوم سريعاً من ولاية تكساس الأمريكية التي عاش فيها لسنوات ليلقي علي أبيه "العليل" آخر نظرة .. وأضاف هشام أنه عندما حاول الاتصال بوالده، لم يستطع الوصول إليه لأن زوجته استولت علي هاتفه ونقلته إلى شقة في الريف بعيداً عن أصدقائه وزملائه، وتابع: "زوجة أبي طردته من بيته الكائن في المهندسين، ونقلته لشقة في الشرقية لا تليق بحلمي بكر أبداً وواخدين منه تليفونه، وأنا بحاول أتصل بيه مش عارف أوصله".

** حضن نقابة الموسيقيين الدافئ

ولأنه حلمي بكر .. موسيقار الكبار والشباب علي مدار أجيال، فملابسات وفاته لا تمر مرور الكرام، ولا تختزل في اهتمام الاهل والأقارب .. وإنما هو ملك لجمهوره العاشق لفنه ونوتة الموسيقي الفريدة التي كتبها بحروف ونغمات الموهبة والأصالة في الإحساس .. وأيضا، ينتمي إلي نقابة مهنية عريقة تتحمل مسئولية حقوقه الأدبية والمادية، فسارعت الفنانة الكبيرة وعضو مجلس النقابة نادية مصطفى لكشف أسرار الصندوق الأسود من مشاهد الرحيل.

** "رفيقة الكفاح" نادية مصطفي

وأكدت "نادية"، التي تربطها بحلمي بكر علاقة قوية تمتد لسنوات طويلة، أنها كانت تزوره بانتظام في المستشفى، وفي منزله بحدائق الأهرام، حيث كان يعيش بعد انفصاله عن زوجته، وأضافت أنها شاهدت تحسناً في حالته الصحية بعد خروجه من المستشفى، ولكنها فوجئت بعودته إلى منزله في المهندسين، حيث كانت تنتظره زوجته التي عادت إليه.
وأوضحت أنها استمرت في زيارته في المهندسين، ولكنها لاحظت تراجعاً في حالته الصحية والنفسية، إذ كان يتحدث بكلام غير مفهوم أحياناً، على حد قولها، مما أثار العديد من التساؤلات والشكوك، فقررت إبلاغ الفنان مصطفى كامل نقيب المهن الموسيقية، والذي اتخذ قراراً بنقله إلى المستشفى الذي يختاره.

** حبس بأمر شريكة الحياة

وهنا بيت القصيد وذروة الأزمة، حيث فضحت "نادية" سيناريو الغموض حول فراش بكر، عندما فوجئت برفض زوجته نقله إلى مستشفى القوات المسلحة، مدعية أنه سيتلقى العلاج على نفقة الدولة .. وتدريجيا، ثبت أنه تم حبس "بكر" في شقة بالريف عند والدة زوجته، ومنعتها من الاتصال به أو زيارته، واتهمت الزوجد الفنانة عضو المجلس بالتآمر مع النقابة ضدها.

** تفاصيل أخري ليست للنشر

ولايزال الملف مثيرا مع جملة نادية مصطفي الأخيرة بقولها :"في كلام تاني قاله ليا أستاذ حلمي، وتفاصيل أنا مش هينفع أقولها .. هو مغلوب على أمره والموضوع كبير".
وكان هذا هو موقف النقيب مصطفى كامل، أيضا الذي حاول جاهدا حماية الموسيقار الراحل من الظلم والإهمال، إلا أنه وقف عاجزا في النهاية أمام رغبة زوجة "بكر" وأفعالها وقراراتها بشأن صحته ورفضها في عدم التدخل في شئون الحياة الخاصة التي تطورت مع مرور الوقت إلي محاضر وبلاغات رسمية واعتداءات بالضرب وأعيرة النار بين الزوجة وأبناء "بكر" وعيناه المغلقتان تتابعان المهزلة من نافذة "غيبوبته"!.

** للزوجة أقوال أخري

وفي المقابل، أكدت الزوجة الثانية أن الموسيقار الراحل قبل وفاته تواجد برفقتها هي وابنته في المنزل، وحضر أخوته لزيارته في محافظة الشرقية، وحاولوا العودة به إلى القاهرة لكنه رفض بشدة، كما رفض أثناء تواجده في القاهرة الذهاب إلى المستشفى .. بما يعني - علي حد قولها - أن أي قرار يخص مصيره صدر بناء علي رغبته وما كانت هي إلا منفذ للتعليمات لطاعة زوجها حتي وهو مريض ويحتضر!.

** لحن "الجحود والوفاء"

ولاأظن أن ملف "حلمي بكر" سيتم إغلاقه بسهولة بعد كل هذه الأجواء الملبدة بالريبة والروايات المرتبكة .. ويبدو أننا بصدد أصعب "لحن" عن الصراع بين الجحود والوفاء .. ولن تهدأ روح موسيقار "الشقاوة" في قبرها طالما أن قصة مرضه تحمل في جوفها أسئلة بلا إجابات مقنعة أو شافية!.