لابد وأن يتحول إلي شبح، يظهر أحيانا.. ويختفي أحيانا .. ويوجه ضربته فجأة، وثم يغيب أثره ويعاود المجئ مرة أخرى ليباغت العدو .. هذا هو أسلوب زعيم حركة حماس الفلسطينية يحيي السنوار الذي اكتشف أن هذه هي الطريقة المثلي لمواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي ومحاربته بمنطق "ذئاب الجبل" .. ولكن الجبل فى حرب غزة المقدسة ليس مغارة فى بطن الطبيعة وتضاريسها الوعرة، وإنما تحت الأرض وتحمل اسم "الغرفة 6"!.
** السنوار يفتح النار علي الاحتلال تحت الأرض
ويستقر السنوار مؤخرا مع رجاله من المقاومة في قاعدة محصنة تحت الأرض عبارة عن مكان مجهز للإقامة الطويلة مع أفراد عسكريين وخطوط اتصالات .. واستطاعت أجهزة الاحتلال الأمنية أن تكتشف وجود هذه الغرفة السرية مما دفع مصدرا عسكريا إسرائيليا إلي التحذير من أن السنوار يخطط ويتصرف وفقا لكل موقف ولا يثق بالضرورة بمن حوله، موضحا أن زعيم حماس معرض لارتكاب أخطاء، وطالب قيادات الجيش الإسرائيلي بالاستعداد والتأهب تحسبا لضربة مفاجئة من حماس تجدد ذكريات 7 أكتوبر المؤلمة.
** الغرفة 6 .. حجرة معيشة وحراس أمن وخطوط اتصال مفتوحة
وتنبه الاحتلال لتحركات السنوار عندما قرر نقل تركيز نشاطه وقيادته وسيطرته نحو منطقة خان يونس، مما دفعه إلى الانتقال من نقطة إلى أخرى تحت الأرض باستخدام الأنفاق الاستراتيجية، واتخذ السنوات مركزا يضم غرف معيشة، وحراس أمن، وخطوط اتصال، وعددا متنوعا من الفتحات المخصصة لخداع الجيش الإسرائيلي وقوات المخابرات.
ومن باب المناورة، بمجرد أن شعر السنوار وعناصره باقتراب الجيش الإسرائيلي من موقعه، يقرر مغادرة عدة نقاط حيوية، واحدا تلو الآخر، على عجل، وفي كل حالة، كان يترك وراءه أموالا ووثائق وغيرها من العلامات التي تشير إلى وجوده وآثاره.
** رفح الوجهة الجديدة لحرب الأنفاق السرية
ومع تحركات السنوار المربكة، تتصاعد مخاوف الاحتلال من خسائر المواجهة العسكرية وحرب العصابات الخفية، خصوصا وأن الضغط على السنوار وغيره من كبار مسؤولي حماس يتزايد أيضا يوما بعد يوم، لتحريك الأوضاع فى غزة ومواصلة القتال تحت الأرض في مدينة رفح من خلال رقعة الشطرنج السرية التي يمارس من خلالها السنوار وأعوانه لعبة "الضربات القاضية" ضد جيش الاحتلال!