البنوك لا تلبي أي احتياجات دولارية للمصانع.. ونعتمد على السوق الموازية
نعمل بأقل من 40% من طاقتنا الإنتاجية لعدم توافر الخامات المستوردة
17 ألف جنيها ارتفاعا في الطن خلال أسبوع.. والسوق يتجه لمرحلة ركود خطيرة
كتبت: رؤى حسنين
قال المهندس حسن المراكبي رئيس شركة المراكبي للحديد والصلب، وعضو مجلس إدارة غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، أن الارتفاع الجنوني والسريع في أسعار الحديد سببها الرئيسي ارتفاع سعر الدولار بالسوق الموازية ، مؤكدا أن سعر الصرف يؤثر بشكل كبير في تكلفة اسعار الحديد، خاصة وأن البنوك أصبحت لا تلبي أي احتياجات دولارية للمصانع في ظل اشتداد أزمة شح الدولار.
وارتفعت أسعار الحديد أمس الجمعة للمرة الرابعة هذا الشهر، بقيمة 7 آلاف جنيها، ليسجل سعر الطن نحو 55 ألف جنيها، وبلغت إجمالي قيمة الارتفاعات في أسعار الحديد منذ بداية الشهر حتى الآن، نحو 17 ألف جنيها في الطن.
وأوضح المراكبي في تصريح خاص لـ "المصير" أن الارتفاع الاخير لسعر الدولار والذي ارتفع مرتين خلال أسبوع واحد، حيث ارتفع إلى 60 جنيها ، ثم إلى 70 جنيها حاليا، وهو ما تبعه أيضاً عدة ارتفاعات لأسعار الحديد ، مؤكدا ارتباط أسعار الحديد بشكل وثيق بأسعار السوق الموازية للدولار، وذلك لأنه يؤثر على غالبية عناصر تكلفة الإنتاج.
وارتفع سعر الدولار بالسوق الموازية قبل نحو أسبوع من 55 إلى 60 جنيها، وواصل ارتفاعه أمس ليبلغ نحو 67 جنيها فاتحا طريق جديد أمامه للوصول إلى 70 جنيها، فيما يبلغ تسعير الدولار الرسمي وفقا للبنك المركزي ثابتا عند31 جنيها.
وأضاف عدم توافر الخامات المستوردة اللازمة لإنتاج الحديد وعلى رأسها البيليت والخردة، بسبب صعوبة توفير الدولار، أدت إلى تراجع الطاقات التشيغيلة للمصانع بنسبة بلغت 60%، حيث تعمل المصانع بنسبة 40% فقط من طاقتها الإنتاجية، الأمر الذي ساهم في انخفاض كبير في المعروض بالسوق وهو ما يعد سببا اخرا وراء ارتفاع الأسعار، لافتا إلى أنه رغم انخفاض المبيعات والطلب على الحديد بسبب ارتفاع الأسعار، إلا أن انخفاض المعروض بسبب تراجع الإنتاج كان تأثيره أكبر على التسعير.
ويبلغ حجم الطاقة الإنتاجية الكاملة لمصانع الحديد بالسوق المحلي نحو 14 مليون طن، فيما يتم إنتاج نحو 7.9 مليون طن فقط، بحسب بيانات غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات.
وأكد المراكبي أن الأسعار العالمية للخامات ليست السبب وراء تلك الارتفاعات في الاسعار المحلية للحديد، حيث أن ارتفاعات البيلت والخردة لا تتجاوز 30 دولارا، لذلك فهي غير مسئولة عما آلت إليه الأسعار بالسوق المحلي.
وحذر المراكبي من أن أسواق الحديد تتجه نحو مرحلة خطيرة من الركود ، بسبب الارتفاعات المتتالية في التكاليف مقابل التراجع المتواصل في الطلب، مؤكدا أن هذه الحالة غير سليمة وتتطلب علاج عاجل وجذري .