كتبت رؤى حسنين
استطاع الدولار بسطوته على الأسواق، أن يجبر الذهب المحلي على مخالفة أسعاره العالمية ببورصات المعادن، وذلك في واحدة من المرات القليلة، فرغم التراجع الكبير للأسعار العالمية للذهب والتي انخفضت من نحو 2055 دولار للاوقية قبل عدة أيام ، إلى 2001 دولارا اليوم الخميس، إلا أن أسعار المعدن الأصفر في السوق المحلي تواصل اصرارها على الارتفاع الذي حصدته أول أمس وذلك بسبب ارتفاع سعر الدولار بالسوب الموازية.
وسجلت أسعار الذهب بالسوق المحلي استقرارا على ارتفاعها الأخير عند نحو 3400 جنيها لعيار 21، الأكثر تداولا بالأسواق.
وأوضحت المؤسسة البحثية جولد بيليون، في تحليل حول أسباب صعود الذهب الأيام الماضية، حصلت عليه "المصير" ، أن المستويات التاريخية لأسعار الذهب جاءت بدعم أساسي من سعر صرف الدولار في السوق الموازي والذي بلغ هو الأخر مستويات تاريخية جديدة ملامسا 60 جنيها .
وأضافت أنه من جهة أخرى نجد أن العديد من البنوك قررت إيقاف عمليات الشراء خارج من مصر باستخدام البطاقات البنكية، أو تقليص حدود الشراء إلى مستوى 50 دولار شهريا، الأمر الذي ترجمته الأسواق على أنه ناتج عن شح في العملة الأجنبية لدى البنوك وانعكس هذا سريعا بالإيجاب على سعر صرف الدولار في السوق الموازي.
وتابعت: أن استمرار العمليات العسكرية في البحر الأحمر يزيد من المخاوف من التأثير السلبي على إيرادات قناة السويس، في الوقت الذي تشهد فيه تحويلات العاملين في الخارج تراجع كبير ، بسبب الفجوة بين سعر الدولار الرسمي في البنوك وسعر الدولار في السوق الموازي.
وأضافت "بيليون" كل هذه العوامل تزيد من الضغط على أسعار الذهب المحلي ليستمر في الارتفاع خاصة بعد تداول أخبار عن تراجع المعروض من الذهب الخام والكسر في الأسواق بعد التوترات التي حدثت في الصاغة خلال الأيام الأخيرة والقبض على أحد أكبر تجارها والذي كان بحوزته عدة أطنان من الذهب.
ولفتت إلى أنه يبقى الترقب في الأسواق أيضاً قائم بشأن توقعات خفض سعر الصرف الرسمي أو التعويم والذي من المتوقع أن يحدث خلال الربع الأول من العام وفقاً لمتطلبات صندوق النقد الدولي لاستكمال القرض المقدم لمصر بقيمة 3 مليار دولار والذي قد يرتفع قيمته إلى 6 مليار دولار.