رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

الصين تستكمل أجزاء ”الطفل الواحد”!!

المصير

الأربعاء, 17 يناير, 2024

02:00 م

برزت الصين كقوة اقتصادية خلال العقود الماضية، وتحولت من دولة زراعية إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وهذا أدى إلى زيادة في متوسط العمر المتوقع، مما ساهم في زيادة عدد السكان وانخفاض المواليد.

وبالفعل انخفض عدد سكان الصين للعام الثاني على التوالي في عام 2023 ، وتأتي أحدث الأرقام بعد انخفاض عدد سكان الصين لأول مرة منذ عقود في عام 2022 .

فيما قال محللون إنه أول انخفاض في البلاد منذ مجاعة عام 1961.

وفي العام الماضي، تفوقت الهند على الصين باعتبارها الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم.

وقال المكتب الوطني للإحصاء إن إجمالي عدد السكان في الصين انخفض بمقدار 2.08 مليون شخص أو 0.15 بالمئة إلى 1.409 مليار نسمة في عام 2023.

وهذا الانخفاض أكبر من تراجع عدد السكان البالغ 850 ألف نسمة في عام 2022 والذي كان أول انخفاض يجري تسجيله منذ عام 1961 خلال المجاعة الكبرى في عهد ماو تسي تونغ.

وشهدت الصين ارتفاعا كبيرا في حالات الإصابة بفيروس كورونا على مستوى البلاد في أوائل العام الماضي بعد ثلاث سنوات من المتابعة الدقيقة وإجراءات الحجر الصحي التي أبقت الفيروس تحت السيطرة إلى حد كبير حتى رفعت السلطات القيود فجأة في ديسمبر 2022.

وارتفع اجمالي الوفيات العام الماضي بمقدار 6.6 بالمئة إلى 11.1 مليون مع وصول معدل الوفيات إلى أعلى مستوى منذ عام 1974 خلال الثورة الثقافية.

وانخفض عدد المواليد الجدد 5.7 بالمئة إلى 9.02 مليون، وسجل معدل المواليد مستوى قياسيا منخفضا بلغ 6.39 ولادة لكل 1000 شخص، بانخفاض عن معدل 6.77 ولادة في عام 2022.

وتراجع معدل المواليد في البلاد لعقود من الزمن نتيجة لسياسة الطفل الواحد التي تم تنفيذها من عام 1980 إلى عام 2015 والتوسع الحضري السريع خلال تلك الفترة.

وكما كان الحال مع فترات الازدهار الاقتصادي السابقة في اليابان وكوريا الجنوبية، انتقلت أعداد كبيرة من السكان من المزارع الريفية في الصين إلى المدن حيث يكون إنجاب الأطفال أكثر تكلفة.

ومما ساهم في تراجع الرغبة في إنجاب الأطفال في عام 2023، ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب إلى مستويات قياسية وانخفاض أجور العديد من الموظفين الإداريين وتفاقم الأزمة في قطاع العقارات حيث يتم ادخار أكثر من ثلثي ثروات الأسر.

وتزيد البيانات الجديدة من المخاوف من أن آفاق نمو ثاني أكبر اقتصاد في العالم تتضاءل بسبب انخفاض عدد العمال والمستهلكين، في حين يضع ارتفاع تكاليف رعاية المسنين واستحقاقات التقاعد المزيد من الضغط على الحكومات المحلية المثقلة بالديون.

وتجاوزت الهند الصين كأكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان العام الماضي، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، مما أثار المزيد من الجدل حول مزايا نقل بعض سلاسل التوريد التي يوجد مقرها في الصين إلى أسواق أخرى، خاصة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة.

وعلى المدى الطويل، يتوقع خبراء الأمم المتحدة أن يتقلص عدد سكان الصين بمقدار 109 ملايين نسمة بحلول عام 2050، أي أكثر من ثلاثة أمثال الانخفاض المذكور في توقعاتهم السابقة الصادرة عام 2019.


ويشار إلى أنه في عام 2023 قال كبير الباحثين في شركة "Pinpoint" لإدارة الأصول، جواي زهان لشبكة "سي أن أن" الأمريكية: "إنه من المرجح أن ينخفض عدد السكان في الصين في السنوات المقبلة، وهذا أمر مهم للغاية، إذ أن هناك تداعيات على النمو المتوقع والطلب المحلي".

وقالت أيضاً يو سو، الباحثة الرئيسية في وحدة الاستخبارات الاقتصادية التابعة لمجموعة "الإيكونومست" البريطانية إن اتجاه الهبوط سيستمر بشكل أسوأ مقارنة بما حدث في أزمة جائحة كورونا.

وقالت إن معدل البطالة المرتفع وانخفاض توقعات الدخل قد يؤخرا خطط الزواج والإنجاب، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض عدد المواليد.

وقال وانغ فينغ، أستاذ علم الاجتماع في جامعة كاليفورنيا إنه مع نقطة التحول التاريخية، التي حدثت في الصين، فإنها ستخدل طريق لا عودة فيه لجهة انخفاض عدد السكان.

وسلّط تقرير لوكالة "رويترز" الضوء على تداعيات جائحة كورونا والإغلاقات التي رافقتها على انخفاض عدد السكان.

وقال إن الجائحة سرّعت من وتيرة انخفاض المواليد في الصين، إذ جعلت حالة انعدام اليقين الكثير من الصينيين يعرضون عن الإنجاب.

ومشكلة اعتلال الخصوبة في الصين ترجع إلى أسباب عديدة قبل كورونا، منها سياسة الطفل الواحد، التي كانت تسمح للزوجين بإنجاب طفل واحد فقط، لتفادي حدوث مشكلات عديدة في المجتمع، لكن المشكلات وقعت في وقت لاحق.

واستمر العمل بهذه السياسة لعقود من الزمن (1980- 2015)، إذ أعلنت السلطات في عام 2015 أنها ستسمح للأزواج بإنجاب طفلين.

وجاء التراجع عن هذه السياسة بعدما أدرك صانعو السياسات أن الأمر ينطوي على زيادة الشيخوخة بين السكان وتقلص القوى العاملة، مما يهدد الاستقرار الاقتصادي.

ورغم أن بكين تراجعت عن هذه السياسة، إلا أن النتائج لم تكن إيجابية.

وشهد عام 2016 ارتفاعا قصيرا في عدد المواليد، لكن المعدل العام استمر في الانخفاض في السنوات التالية.

وفي عام 2021، حدث تغير جديد على السياسة الصينية، إذ سمحت السلطات للأزواج بإنجاب 3 أطفال، علاوة على حزمة من التدابير التشجيعية للأزواج مثل تخفيض الضرائب.