كشفت بي بي سي لأول مرة عن تزييف "معجزات" القس التلفزيوني النيجيري المشهور تي بي جوشوا، الذي أسس كنيسة "كنيس كل الأمم" في لاغوس. يتهم جوشوا بارتكاب انتهاكات وتعذيب على مدى نحو 20 عامًا.
ارتبطت شهرته بقوى إلهية وقدرات مزعومة على شفاء المرضى. عرضت بي بي سي أدلة على تزوير عمليات علاج وشهادات مزعومة للشفاء، تم بثها في كنائس حول العالم عبر قناته التلفزيونية "إيمانويل تي في".
جوشوا، الذي توفي عام 2021، كان يعد محتالًا واستخدم ست طرق لخداع أتباعه، بما في ذلك قسم الطوارئ الذي كان يدير عمليات التزوير ويُظهر الشفاء المزيف أمام الكاميرات.
1. قسم الطوارئ
في كنيسة "كنيس كل الأمم"، كان هناك قسم خاص يُعرف بـ "قسم الطوارئ"، المسؤول عن تصوير وتصوير العمليات الطبية المزعومة لجعلها تبدو حقيقية. كان هذا القسم يفحص المرضى الراغبين في العلاج ويقرر من يظهر في الفيديوهات الدعائية ومن يحظى بصلوات القس جوشوا.
أغوموه بول، الذي كان يشرف على القسم، كشف أن الفريق كان مدربًا على يد أطباء وأشار إلى أن هناك تدريبًا دقيقًا لإظهار المعجزات بشكل مقنع. القسم كان يعتمد على تضافر الجهود لخلق مشاهد يُظهر فيها الناس وهم يتعافون بفعل قوة إلهية.
2. الأدوية
زوار الكنيسة كانوا ملزمين بتعبئة استمارات تشمل تفاصيل دقيقة حول حالتهم الصحية والأدوية التي يتناولونها. كانوا مُطالبين بالتوقف عن تناول الأدوية، لكن جوشوا كان يأمر الصيادلة بشراء نفس الأدوية وخلطها في عصائر الفاكهة. هذا الإجراء كان يخلق انطباعًا بأن الزوار لا يعانون من أمراضهم أثناء الإقامة في الكنيسة.
3. غسيل الدماغ
الكنيسة كانت تمتلك مخزونًا من الكراسي المتحركة، وكانت تُشجع على استخدامها للتأثير على الإيمان بالشفاء. التابعين المختارين كانوا يُطلب منهم المبالغة في مشاكلهم الصحية لتبرير الحاجة للشفاء الإلهي. كما كان الكنيسة تستخدم تكتيكات الإقناع والتلاعب لجعل الناس يؤمنون بقدرات القس جوشوا.
4. رشاوى وتظاهر بالمرض للمال
أفاد بعض أتباع جوشوا أنهم كانوا يستهدفون الفقراء ويقنعونهم بالتظاهر بالمرض مقابل المال. كانوا يبحثون في المناطق الفقيرة أثناء حملات العلاج خارج نيجيريا، ويجذبون الأشخاص الذين يحتاجون إلى المال لتمثيل مشاهد معينة. كانت هناك تفاصيل دقيقة حول توجيهات الظهور والملابس لضمان الفعالية.
5. شهادات طبية مزيفة
شملت "معجزات الشفاء" تقارير طبية ومقابلات مع أطباء أكدوا الشفاء من الأمراض، بما في ذلك الإيدز والسرطان. وقد اتضح لاحقًا أن هذه الشهادات كانت مزيفة، ورفض جوشوا التحقيق في هذه الادعاءات. حتى اليوم، يستمر البعض في الاعتقاد بالشفاء، في حين يُظهر التحقيق أنها مجرد تمثيل.
6. فيديوهات التضليل
تم تصوير "المعجزات" وتحريرها لتظهر كما لو أن الشفاء قد حدث بالفعل، ولكن الحقيقة هي أن هناك فترة زمنية تفصل بين تلك اللقطات. تم دمج لقطات قبل وبعد العلاج لإظهار الشفاء الإلهي. كانت هذه الفيديوهات تساهم في خداع المشاهدين وترويج الأفكار المزيفة.
في الختام، أكدت مطلعة سابقة أن كل ما تم عرضه في وسائل الإعلام كان "منظمًا" وأنها تتحدث من داخل العملية نفسها. بي بي سي تواصلت مع الكنيسة بخصوص هذه المزاعم، ولكن لم ترد على الاستفسارات.