لا تقتصر الأخطاء الشائعة في الحديث عن الكيان الصهيوني على استخدام اسم "جيش الدفاع" على جيش العدو (فلا حق لمحتل في الدفاع عن نفسه)، بل هناك العديد مما نقول قد يفيد أجندة العدو دون أن نشعر.
مستوطنة أم مستعمرة:
شتان مابين اللفظين، الخطأ الشائع هو لفط "مستوطنة"، وهي مشتقة من "وطن"، فالاستيطان عملية اجتماعية اقتصادية، تهجر فيها جماعة بشرية أرضها إلى أرض أخرى عذباء (أرض بدون سكان أو شعب)، لإقامة مجتمع أو وطن.
أما كلمة مستعمرة، و هي مشتقة من "استعمار"، فهي ما تحتله دولة من الدول في غير بلادها قهرًا وتدير شؤونه وتتمتع بخيراته.
فلا يجوز أبدًا استخدام لفظ "مستوطنة إسرائيلية".
محاولة أدلجة الكيان:
كثيرًا ما يتم وصف الكيان الصهيوني بالـ "فاشي" دون التمعن في خطورة التعبير.
فأحد الأهداف الأساسية للعقيدة الفاشيستية هي إعادة إحياء إمبراطورية كانت موجودة بالفعل، فمن الممكن أن يطمع السوري لإعادة سوريا الكبرى أو أن يطمح إيطالي بإسترجاع الإمبراطورية الرومانية، أو أن يطمح تركي لإحياء الدولة العثمانية. لذلك، وصف الكيان بهذه الصفة يعني أننا لسنا فقط نسلم أن إسرائيل دولة حقيقة، بل كانت إمبراطورية في زمن ما وهذا أمر غير صحيح.
أيضًا، الفاشية هي أيديولوجية سياسية يأبى اتباعها وصف "الميني" فهم يعادون الليبرالية ورأس المال تمامًا كما يعادون الشيوعية والماركسية.
تنخرط مبادئ هذا الفكر في الهوس بالأمن القومي، والدفاع باستماتة عن المنظومة الأخلاقية للدولة. وبالطبع، لا توجد عادات، أو تقاليد، أو أصل، أو أساس لما يسمى بإسرائيل، و لا نعترف بحدود أو أمن قومي للكيان، و لم تقم أي إمبراطورية يهودية على مر التاريخ لتتم محاولات لبعثها من جديد.
الكيان ليس له أساس، أو فكر، أو مبدأ سوى الصهيونية وهي إقامة دولة يهودية. وكانت فلسطين مجرد اقتراح على قائمة طويلة من الدول من بينها كندا وأوغندا، و بذلك، لا يوجد أي ارتباط بالأرض و هو عصب العقيدة الفاشية.
لفظ "مجتمع":
ويمكن تعريفه اصطلاحًا على أنّه عدد كبير من الأفراد المستقرّين الذين تجمعهم روابط اجتماعية. و كما نعلم، أفراد المستعمر الإسرائيلي مرتزقة، جاءوا من جميع أنحاء العالم، لم تجمعهم حتى لغة أم، حيث أنهم اضطروا إلى إعادة إحياء العبرية وتجديدها وفرضها كلمة للكيان. والكيان لفظ يليق أكثر بالتجمع البشري الغير طبيعي الذي يحتل الأراضي الفلسطينية.