تسبب مالكولم شو عضو الفريق القانوني لإسرائيل في إحراج بلاده أمام محكمة العدل الدولية، بعدما خلط أوراق مرافعته في الدعوى التي قدمتها جنوب إفريقيا تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، وعلق شو قائلًا: "يبدو أن أوراقي اليوم عبارة عن كومة من البطاقات المبعثرة".
وأثار دفاع إسرائيل في محكمة العدل الدولية، حالة من الارتباك والقلق في المجتمع الإسرائيلي، وفقًا لتحليلات المحللين السياسيين.
وتناولت صحف عبرية حالة الاحباط والارتباك التي تنتاب الشعب الإسرائيلي فحتي هذا الوقت لم يفي نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بأي من وعوده كتدمير حماس، وإعادة الأسرى المحتجزين فضلًا عن ضعف الدولة التي أصبحت غير قادرة على إدارة حرب بدون مساعدة أمريكية.
وأشار المحللون إلى أن وضع إسرائيل في قفص الاتهام أمام العالم بهذه التهم الخطيرة، وبدعوى من دولة جنوب إفريقيا، انتصارًا معنويًا وسياسيًا لفلسطين وقضيتها.
وأكد د.محمد كانبكلي المحلل السياسي التركي أن إسرائيل بدأت تضغط بقوة على محكمة العدل الدولية في لاهاي، بشأن اتهامات جنوب إفريقيا لها بارتكاب إبادة جماعية في غزة، من خلال تحريك وسائل الإعلام العالمية بنشر الصور الدعائية، لتظهر أن كل ما حدث في غزة هو مجرد رد فعل على الهجمات التي شنتها حماس ضد إسرائيل.
وسخر محلل سياسي آخِر من ارتباك دفاع اسرائيل قائلًا "محامي دفاع إسرائيل يتلعثم خلال مرافعته أمام قضاة محكمة العدل الدولية.. وقاضٍ ينام خلال جلسة الاستماع التي تعرض فيها إسرائيل دفاعها عن نفسها في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضدها بشأن جرائمها في غزة".
أما مدير مركز لندن لاستراتيجيات الإعلام، أحمد رمضان، قال إنّ محكمة العدل الدولية تشكل ضربةً استراتيجيةً لإسرائيل، فقد أظهرت أن إسرائيل دولةٌ ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، بما في ذلك ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الفلسطينيين.
وأضاف رمضان أنّ هذه الانتهاكات أدت إلى تفكك سردية إسرائيل، وانتكاس جيشها، وتقوّض أمنها، واهتزاز اقتصادها. فقد أجبرتها المحكمة على مواجهة هذه الانتهاكات أمام العالم أجمع، مما أضعف موقفها الدولي.
وأشار رمضان إلى أنّ إسرائيل خسرت مجالات الصراع الاستراتيجي السياسية والدبلوماسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والقانونية والإعلامية. واعتبر أنّ خسارة إسرائيل لرعايتها الأساسية، الولايات المتحدة، هي الأكثر أهمية، حيث بدأت الولايات المتحدة تشعر بوقع هذه الخسارة، مؤكدًا على نجاح غزة في هزيمة إسرائيل وكشف هشاشة نظامها.