كتبت: عبير جمعة
شهدت منصة "أكس" تويتر سابقًا تداولًا كبيرًا لعبارة "جنوب أفريقيا" في مصر، ولبنان، والسعودية، والأردن، ودول عربية أخرى.
يأتي هذا التداول في سياق الأحداث القضائية التي شهدتها محكمة العدل الدولية في لاهاي، حيث تم افتتاح جلسات الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، بشأن اتهامات بمخالفة اتفاقية "منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها" الصادرة عن الأمم المتحدة عام 1948.
خلال يومين، شهد العالم حدثًا تاريخيًا، حيث قدم الفريق القانوني الممثل لجنوب أفريقيا مرافعات الادعاء في جلسة الخميس، ورد الدفاع الإسرائيلي في جلسة الجمعة. كانت هذه أول قضية تُنقل مباشرة من محكمة العدل الدولية، وشهدت متابعة فعّالة من قبل الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تعكس هذه التطورات الانقسام الحاد في مواقع التواصل بين مناصري القضية الفلسطينية وداعمي إسرائيل، وذلك بعد بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة. أعادت الأحداث التي تلت ذلك، مثل استهداف حماس لإسرائيل ورد إسرائيل بقصف غزة، التوترات إلى مستويات مرتفعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
موجة التضامن عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع جنوب أفريقيا وفلسطين
تفاعل مستخدمون عرب على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة منصة "أكس" (تويتر سابقًا)، مع التطورات في محكمة العدل الدولية حول القضية المقدمة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل. تم استعراض تاريخ جنوب أفريقيا في فترة الفصل العنصري، مع استنكار الظلم والتمييز الذي تعرض له السكان الأصليين في ذلك الوقت.
تم تداول تصريحات سابقة لزعيم جنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا، التي أعرب فيها عن دعمه للقضية الفلسطينية. قارن المستخدمون الوضع في فلسطين بفترة الأبارتهايد، معبرين عن تضامنهم مع الفلسطينيين ورفضهم للظلم والاحتلال.
كانت هناك مشاعر قوية من التضامن مع جنوب أفريقيا وتقدير للجهود القانونية المبذولة في محكمة العدل الدولية. قام المستخدمون بنقل مرافعات الفريق الجنوب أفريقي وتسليط الضوء على مشاركة المحامين والمحاميات في القضية.
بعض المغردين أشادوا بمقولة نيلسون مانديلا حول أن حرية جنوب أفريقيا مرتبطة بحرية الفلسطينيين. نشرت العديد من الصور والرسوم الفنية التي تجسد التضامن بين جنوب أفريقيا وفلسطين، مع تمنيات لمستقبل أفضل.
تم التنويه أيضًا إلى التسجيل الذي أظهر سيدة أردنية تعبر عن تضامنها أمام سفارة جنوب أفريقيا في عمان، حيث حضنت السفيرة الجنوب أفريقية، وتبادلن المشاعر والبكاء أمام الكاميرات.
وفي سياق رياضي، أعلن بعض المستخدمين نيتهم دعم منتخب جنوب أفريقيا في بطولة كأس الأمم الأفريقية، مع ربط ذلك بالتضامن مع الأحداث الجارية في محكمة العدل الدولية.
يعكس هذا التفاعل المشاعر القوية لدى المستخدمين العرب وتضامنهم مع القضية الفلسطينية والدعم للخطوات القانونية التي تُظهر تضامنًا دوليًا مع الفلسطينيين.