تشهد منطقة البحر الأحمر تصاعدًا مستمرا في الأحداث منذ حرب غزة وقيام جماعة أنصار الله الحوثية باليمن بمهاجمة السفن الإسرائيلية أو تلك المتوجهة لأسرائيل في البحر الأحمر، ليأتي الرد الأمريكي بإعلان الولايات المتحدة عن تشكيل تحالف دولي متعدد الجنسيات لحماية التجارة في هذه المنطقة.
وأعلنت جماعة الحوثي التحدي للتحالف الأمريكي بتأكيدها استمرار عملياتها العسكرية تجاه السفن المتجهة نحو إسرائيل، والتي بدأت منذ الخامس عشر من نوفمبر، حين أعلن زعيم جماعة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، أن "عيون الجماعة مفتوحة لرصد أي سفن تعود ملكيتها أو تُشغلها شركات إسرائيلية"، ردًا على الأحداث في قطاع غزة.
وقام الحوثيون بتوسيع نطاق عملياتهم لتشمل "كل السفن" المتجهة نحو إسرائيل، حيث شهدت المنطقة هجمات على عدة سفن قرب باب المندب، فتمت مصادرة السفينة "جالاكسي ليدر" التي زعم الحوثيون أنها تعود إلى رجل أعمال إسرائيلي، ولا يزال الطاقم المؤلف من 25 شخصًا والسفينة محتجزين في اليمن.
كما قام الحوثيون بمنع مرور سفينتين أخريين، وهما "نمبر ناين" و"يونتي إكسبلورر"، زعما بأنهما إسرائيليتان، ومن ثم قرروا منع مرور جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل، ما لم يتم إيصال الغذاء والدواء الضروريين لقطاع غزة.
وفي هذا الصدد، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أخبار عن إقرار البحرية الأمريكية بعدم تمكنها من الحصول على السفن المناسبة لشن هجمات عسكرية ضد اليمن، وفي خطوة متزامنة، انسحبت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا من التحالف، كما رفضت هولندا والنرويج والدنمارك إرسال سفن حربية لمحاربة الحوثيين، مما دفع الولايات المتحدة إلى التراجع عن هذه الخطوة.
وأدلت نائب الرئيس الإسباني، يولاندا دياز، بتصريحات عبر محطة كادينا سير الإذاعية، حيث أشارت إلى أنه من المنافي للمبادئ الأخلاقية أن يتسارع المجتمع الدولي لحماية المصالح التجارية في البحر الأحمر، في حين يظل صامتًا حيال الدفاع عن حقوق السكان المدنيين في غزة.