دخلت الحرب بين إسرائيل وحماس شهرها الثالث، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من 20 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، جراء الغارات والقصف الإسرائيلي، فضلا عن وحود الآلاف من المصابين والجرحى بحسب السلطات الفلسطينية في قطاع غزة.
وأشار تحليل أجرته شبكة CNN وشركة الذكاء الاصطناعي Synthetaic إلى أن إسرائيل أسقطت في الشهر الأول من حربها في غزة، مئات القنابل الضخمة، الكثير منها قادر على قتل أو جرح الناس على بعد أكثر من 1000 قدم.
وهذه القنابل أثقل بأربع مرات من أكبر القنابل التي أسقطتها الولايات المتحدة على داعش في الموصل، بالعراق، خلال الحرب ضد الجماعة المتطرفة هناك.
وقال جون تشابيل، الزميل والقانوني في CIVIC، وهي مجموعة مقرها واشنطن العاصمة تركز على تقليل الأضرار التي تلحق بالمدنيين في الصراع إن "استخدام قنابل تزن 2000 رطل في منطقة مكتظة بالسكان مثل غزة يعني أن الأمر سيستغرق عقودًا حتى تتعافى المجتمعات".
كما أوضح مارك غارلاسكو، محلل استخبارات الدفاع الأمريكي السابق ومحقق جرائم الحرب السابق في الأمم المتحدة، أن كثافة القصف الإسرائيلي في الشهر الأول على غزة "لم نشهدها منذ فيتنام".
وقال غارلاسكو: "عليك العودة إلى حرب فيتنام لإجراء مقارنة.. حتى في حربي العراق لم تكن الأمور بهذه الكثافة على الإطلاق".
وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية بسبب حجم الدمار في غزة، حتى أن حليفها القوي الرئيس الأمريكي جو بايدن اتهم إسرائيل بـ"قصف عشوائي" للقطاع الساحلي.
وتكشف النتائج التي توصلت إليها CNN وSynthetaic عن شدة القصف الهائل خلال فترة زمنية قصيرة جدًا"، وفقًا لآني شيل، مديرة المناصرة الأمريكية في CIVIC.
وقال لاري لويس، مدير الأبحاث في مركز التحليلات البحرية (CNA) وكبير مستشاري وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الأضرار المدنية سابقا: "في غضون شهرين، شهدنا مستوى من الضربات في هذه المنطقة الصغيرة في غزة يماثل ما رأيناه في الموصل والرقة مجتمعين"، في إشارة إلى عمليات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد معقلين لتنظيم داعش. وأضاف "أنها كمية لا تصدق من الضربات، من ناحية الفترة الزمنية".
وقد أسقطت الولايات المتحدة قنبلة تزن 2000 رطل مرة واحدة فقط خلال حربها ضد داعش ــ أحدث حرب غربية على جماعة مسلحة في الشرق الأوسط، تم اسقاطها على ما يسمى عاصمة الخلافة المعلنة في الرقة بسوريا.
وفي غزة تظهر حفرة كبيرة تشبه ما تحدثه قنبلة تزن 2000 رطل على الطريق السريع الساحلي الذي يمر عبر مخيم الشاطئ، وفي أحد الأحياء الواقعة شمال المخيم مباشرة، تظهر 14 حفرة تشير إلى قنابل تزن 2000 رطل في كيلومتر مربع واحد.
ويتجلى تأثير القنابل ذات شظايا قاتلة ضمن دائرة نصف قطرها يصل إلى 365 مترًا، ويبلغ وزنها 2000 رطل، في العديد من مقاطع الفيديو التي استعرضتها CNN، حيث شوهدت العديد من المباني وقد سويت بالأرض في ضربة واحدة.
وحددت شبكة CNN مقطع فيديو وطابقته مع حفر بعمق 12 مترًا و15 مترًا، بما يتوافق مع قنابل تزن 2000 رطل، في صور الأقمار الصناعية.