كتب - شريف سمير :
فتحت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" النار على مضيق باب المندب، ردا على تصاعد هجمات الحوثيين بطائرات بدون طيار ضد السفن الحربية الأمريكية، حيث تضامنت جماعة الحوثيين مع حركة حماس الفلسطينية في حرب غزة، وخططت للضغط على واشنطن لوقف حرب غزة مقابل عدم التعرض للتجارة الأمريكية فى البحر الأحمر.
وأمام هذا التهديد، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، عملية جديدة بقيادة الولايات المتحدة لتنتقل معركة تكسير العظام إلى جبهة أخرى، ورصدت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية قراءة خبراء البحرية عن كيفية تعامل السفن الحربية مع هذا النوع التهديدات، وما المشكلات التي قد تواجهها في المستقبل.
وأكد الخبراء أن منظومة "البنتاجون" تشمل صواريخ أرض جو وقذائف متفجرة من المدافع الرئيسية للمدمرات، إلى جانب قدرات على شن هجمات إلكترونية بهدف قطع الاتصال بين المسيّرات ووحدات التحكم الخاصة بها على الأرض.
وأشار الخبراء إلى المدمرة "كارني"، التي أسقطت 14 طائرة من دون طيار للحوثيين، والصاروخ القياسي SM-6، وهو سلاح متطور يمكنه إسقاط الصواريخ البالستية المرتفعة في الغلاف الجوي وصواريخ أخرى ذات مسار منخفض، إلى جانب الصاروخ القياسي SM-2، وهو أقل تطورا مقارنة مع الصاروخ الأول، بمدى أصغر يتراوح بين 185 إلى 370 كيلومترا، وصاروخ ESSM المصمم لضرب صواريخ كروز المضادة للسفن والتهديدات ذات السرعة المنخفضة، مثل الطائرات من دون طيار".
وأقر أليسيو باتالانو، أستاذ الحرب والاستراتيجية في "كينجز كوليدج" في لندن، بأن هذه "قدرات اعتراض جوي متقدمة باهظة الثمن، وتبلغ تكلفتها المتوسطة نحو مليوني دولار، مما يجعل اعتراض الطائرات من دون طيار غير فعال من حيث التكلفة المادية"، خاصة في حال طول أمد المواجهات.
وبدوره، أكد زميل أبحاث القوة البحرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن سيدهارث كوشال أنه لتوفير دفاع جوي واسع النطاق، تعتمد السفن الأمريكية بشكل أساسي على الصواريخ المضادة للطائرات، فيما أوضح الخبير البحري الأستاذ بجامعة كامبل في ولاية كارولينا الشمالية الأمريكية سلفاتوري ميركوجليانو، قائلا: "إذا تمكن الحوثيون من استنفاد مخزون السفينة بهجمات متتالية، فقد تجد السفينة الحربية نفسها تعاني نقصا في الذخائر اللازمة لحماية السفن التجارية التي تراقبها"، متوقعا خسائر اقتصادية جسيمة جراء هذه المواجهات المتبادلة بين البحرية الأمريكية وضربات الحوثيين المباغتة.
ومن جانبه، حذر المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) دافيد بتريوس من خطورة سيناريو التصعيد العسكرى بين واشنطن والحوثيين فى هذه البقعة الملتهبة، انطلاقا من أن البحر الأحمر من أهم الشرايين في العالم عندما يتعلق الأمر بالشحن البحري، مضيفا أن "الوقت والتكلفة لنقل البضائع حول إفريقيا سيتأثران سلبا مما سيلقى بظلاله المؤلمة على الاقتصاد العالمي" .. ويبدو أن اللاعب الأمريكى ضرب موعدا مع مباراة صعبة ضد مجموعة الموت (حماس والحوثيين وإيران) فوق بركان "البحر الأحمر"!!