أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم السبت، عن مقتل أحد موظفي سفارتها في دمشق، إثر هجوم مسلح استهدف سيارته يوم الأحد الماضي. وأكدت الوزارة في بيان رسمي أنها تحمل الحكومة الانتقالية السورية المسؤولية الكاملة عن تحديد هوية منفذي الهجوم وتقديمهم للعدالة، مشددة على أن طهران ستتابع هذا الملف عبر القنوات الدبلوماسية والدولية بكل جدية.
تحذيرات إيرانية
في هذا السياق، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن ما يجري في سوريا هو جزء من "مشروع ضخم" تديره الولايات المتحدة وإسرائيل بهدف إنهاء أي مقاومة لإسرائيل في المنطقة. وخلال مقابلة تلفزيونية، أعرب عراقجي عن مخاوفه من أن تتحول سوريا إلى دولة غارقة في الفوضى، مؤكدًا أن إيران لا تفرض سياساتها على محور المقاومة، وأن وجودها في سوريا كان بناءً على دعوة رسمية من نظام بشار الأسد لمواجهة الجماعات المسلحة.
وأشار عراقجي إلى أن الجيش السوري بات في حالة انهيار، بينما أكدت إيران أنها لم تقدم مساعدات عسكرية لنظام الأسد في الفترة الأخيرة، رغم تقهقر قواته أمام الفصائل المسلحة. وأوضح أن قرار انسحاب الجيش السوري من المواجهات كان خيارًا سوريًا بحتًا، وأن إيران ركزت على دعم الإصلاحات السياسية والتفاوض من أجل تسوية شاملة للأزمة.
تداعيات الهجوم وتطورات ميدانية
الهجوم الأخير يأتي وسط أجواء متوترة في سوريا، حيث سيطرت جماعات مسلحة تابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) على مبنى التلفزيون السوري في دمشق يوم 8 ديسمبر الجاري معلنين سقوط نظام بشار الأسد. في أعقاب ذلك، أعلنت المعارضة المسلحة تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة مؤقتة لإدارة شؤون البلاد حتى مارس/آذار المقبل.
انعكاسات العقوبات الأمريكية
وفي حديثه عن الوضع الاقتصادي، أشار عراقجي إلى أن العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا كانت من العوامل الرئيسية التي أدت إلى انهيار الجيش السوري، إذ أسهمت في إضعاف الاقتصاد السوري وعجز الحكومة عن تمويل عملياتها العسكرية بشكل فعال.
الهجوم على موظف السفارة الإيرانية يعكس تعقيد المشهد السوري المتشابك، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية مع الصراعات الداخلية، مما يزيد من احتمالات التصعيد في الفترة المقبلة.