قصة مؤثرة وغريبة تحولت من مجرد حلم إلى معجزة حقيقية، بعد أن ظل البحث عن جثة المهندسة شيريهان عثمان مستمراً لمدة عشرة أيام في ترعة الإبراهيمية بأسيوط دون جدوى. حلم غريب ظهر لشخص عادي، كشف عن مكان الجثة التي كانت في مرمى البصر طوال هذه الفترة ولكن لم يلاحظها أحد. المفاجأة الأكبر أن المكان الذي ظهرت فيه الجثة كان أمام بيت خالتها، لتتضاف هذه القصة إلى قائمة القصص المؤثرة عن التضحيات الأمومية. تعالوا معنا نروي لكم هذه الحكاية، وكيف تحققت الرؤية التي أبهرت الجميع .
وبدأت الحكاية في أحد الأيام عندما وقع حادث مؤلم في ترعة الإبراهيمية في أسيوط. كانت المهندسة شيريهان عثمان في طريقها مع بناتها في ميكروباص عندما وقع الحادث فجأة، وتحرك الميكروباص ليغرق في الترعة. ولإنقاذ بناتها من الغرق، قامت شيريهان بدفعهما خارج الميكروباص قبل أن يغرق، بينما هي غاصت معه إلى قاع الترعة. بدأ البحث عن جثتها فور وقوع الحادث، لكن جهود الغواصين لم تثمر عن شيء طوال عشرة أيام، رغم نزولهم يوميًا للبحث .
ولكن القصة أخذت منعطفاً غير متوقع عندما رأى أحد الأشخاص في المنام المهندسة شيريهان، التي أخبرته أنها موجودة أمام أعين الجميع ولكنهم لا يلاحظونها. في البداية، لم يأخذ أحد كلامه على محمل الجد، لكن الشخص الذي رآى الحلم قرر أن يبلغ الغواصين بما رآه، فكان الجميع في حالة من الشك والحيرة.
وفي يوم من الأيام، كان أحد الصيادين في المنطقة يرمي شبكته في الترعة، وأثناء سحبه لها شعر بثقل الشبكة. كان يظن أن لديه رزقًا كبيرًا، لكنه فوجئ بجثة متشبثة بالشبكة. وعندما أخرجها، اكتشف أنها جثة شيريهان عثمان، التي كانت قد ضحت بحياتها من أجل إنقاذ بناتها. وكانت المفاجأة المذهلة أن الجثة كانت موجودة في المكان الذي ذكره الشخص الذي رأى الحلم، أمام بيت خالتها.
بمجرد العثور على الجثة، تجمعت العائلة وأهالي القرية في مشهد مؤثر لتوديع الأم الطيبة التي ضحت بحياتها من أجل بناتها ، خرج آلاف الأشخاص في جنازتها، وصلوا عليها في مشهد من الحزن والتعاطف الكبير. وتحدث الجميع عن تضحياتها التي كانت أكبر من كل شيء، وكيف أنها فضلت حياة بناتها على حياتها الخاصة، في لحظة من لحظات البطولة الحقيقية .
رحم الله المهندسة شيريهان عثمان، التي ستظل في ذاكرة الجميع كرمز للتضحية والأمومة وكل من عرف قصتها شعر بالفخر والاعتزاز بتلك المرأة الشجاعة التي ضحت بحياتها كي تعيش بناتها.