سيناريو درامي يكتبه :محمد أبوزيد
المشهد الأول: دمشق تحت الحصار
ليلٌ ثقيلٌ يخيّم على دمشق، وأصوات الانفجارات تقترب أكثر فأكثر. داخل قصر الشعب، حيث الجدران الشاهقة والكاميرات المنتشرة، كان الرئيس بشار الأسد يجلس في غرفة عمليات مرتجفا من توتر الموقف. مساعدوه القريبون كانوا ينقلون أخبارًا متلاحقة عن تقدم المعارضة السورية بشكل سريع ومفاجئ نحو العاصمة دمشق.
كان الأسد يضغط على هاتفه مرارًا، يحاول الوصول إلى أي ضمانات من الحلفاء، لكن الخطوط بدت باردة كالثلج. في تلك اللحظات الحاسمة، بدا الأسد محاصرًا داخل جدرانه أكثر مما كانت دمشق محاصرة بالخارج.
المشهد الثاني: العرض الروسي
وصلت الرسالة الحاسمة من موسكو عبر وسطاء: "حان وقت الرحيل". وفقًا لتقارير وكالة بلومبرغ، أخبره الروس أنه لم يعد هناك أمل في البقاء، وأن خسارته باتت وشيكة. بوتين نفسه أراد أن يعرف لماذا لم يرصد جهاز الاستخبارات الروسي هذا التهديد قبل فوات الأوان.
روسيا، الحليف الأقرب للأسد، قدمت له ممرًا آمنًا له ولعائلته إذا غادر سوريا على الفور. كان هذا العرض أشبه بإنذار أخير: إما الهروب أو مواجهة مصير غير معلوم.
المشهد الثالث: تنظيم الهروب
وسط حالة من الذعر والفوضى داخل القصر، كان عملاء المخابرات الروسية يتولون تنظيم عملية الإجلاء. في ظلام الليل، نقل الأسد وعائلته إلى القاعدة الجوية الروسية في حميميم. لم يكن هناك وقت لأي وداع أو خطابات درامية.
أحد المصادر أكد أن جهاز الإرسال في الطائرة كان مغلقًا لتجنب تعقبها، مما أضاف مزيدًا من الغموض والقلق إلى اللحظات الأخيرة. وفي غضون ساعات قليلة، لم يعد بشار الأسد موجودًا على الأراضي السورية.
المشهد الرابع: سقوط دمشق
مع رحيل الأسد، انهارت دفاعات الجيش السوري كبيت من ورق. دخلت فصائل المعارضة المسلحة دمشق دون مقاومة تُذكر، وأعلنوا سقوط نظام الأسد. كان المشهد في شوارع العاصمة يعكس انهيار النظام بالكامل.
المشهد الخامس: حسابات روسية باردة
في موسكو، كان الكرملين يحاول السيطرة على الخسائر. مع قلق روسيا على مستقبل قاعدتيها العسكريتين في سوريا، ألقى الإعلام الروسي باللوم على الأسد، معتبرًا أنه المسؤول الوحيد عن هزيمته.
روسيا قصفت مقاتلي المعارضة في البداية لمحاولة تعزيز موقف الأسد، ولكن عندما سقطت حماة وأعقبها حلب، كان الاستنتاج واضحًا: لا يمكن إنقاذ النظام.
خيانة الأسد لسوريا
بفراره من دمشق، ترك بشار الأسد سوريا مكشوفة تمامًا أمام أطماع إسرائيل التي استغلت الفرصة لتنفيذ أكبر هجوم في تاريخها على الجيش السوري. دمرت إسرائيل كل مقدرات الجيش خلال 48 ساعة:
500 طائرة حربية تحولت إلى رماد.
2000 دبابة سُحقت بالكامل.
دفاعات جوية، وسفن حربية، وكل قطعة سلاح تم محوها من الوجود.
اليوم، سوريا بلا جيش، وبلا سلاح، وبلا قائد. الأسد الذي طالما ادّعى أنه الحامي لسوريا، هرب وتركها لقمة سائغة لدولة الاحتلال. تحتاج سوريا الآن إلى أكثر من 200 مليار دولار وما لا يقل عن 15 سنة لإعادة بناء جيشها، لكن هل يمكن إعادة بناء الثقة بعد هذه الخيانة؟
نهاية درامية
لم يكن سقوط الأسد مجرد سقوط حاكم، بل كان سقوطًا لرمزية الكذب والخداع. الأسد الذي رفع شعارات المقاومة، اختار الهروب وترك وطنه في مواجهة مصير مجهول. أما الشعب السوري، فلا يزال يدفع الثمن، حيث تُرك وحيدًا بلا حماية، بينما الأسد ينعم بالأمان في كنف روسيا.
"في النهاية، يبقى السؤال الأكبر: هل يُكتب التاريخ بحروف من دماء الشعوب التي خانها قادتها، أم أن الأمل سيعود لشعب سوريا يومًا ما ليكتب صفحة جديدة من النضال والكرامة؟"