بشار الأسد
في أول تعليق من أعلى سلطة في إيران على سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، صرّح المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، أن ما حدث في سوريا "تم بتخطيط إسرائيلي أمريكي كامل". جاء هذا التصريح بعد سيطرة الفصائل المسلحة، بقيادة "جبهة أحرار الشام"، على دمشق وعدة مدن سورية أخرى، وهروب الأسد وعائلته وقادة أجهزته الأمنية إلى روسيا.
انهيار النظام السوري وهروب الأسد
شهدت سوريا خلال الأيام الماضية أحداثًا دراماتيكية غير مسبوقة. بعد سنوات من الصراع العسكري والسياسي، انهار النظام السوري بشكل مفاجئ، حيث تمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة على العاصمة دمشق ومعظم المدن الرئيسية. الهروب السريع لبشار الأسد وأسرته إلى روسيا أثار موجة من الصدمة داخل سوريا وخارجها، خاصة أن النظام كان يُعتبر لسنوات حجر الزاوية في محور المقاومة بدعم مباشر من إيران وروسيا.
أكبر هجوم جوي إسرائيلي في التاريخ
بالتزامن مع انهيار النظام، شنت إسرائيل أكبر هجوم جوي في تاريخها على سوريا. خلال 48 ساعة فقط، نفذت القوات الجوية الإسرائيلية 350 غارة على مواقع داخل دمشق ومدن سورية أخرى، مستهدفة بشكل دقيق مقدرات الجيش السوري ومخازن الأسلحة الاستراتيجية. الهدف المعلن للهجوم كان "شل قدرة الجيش السوري على استعادة السيطرة"، حسب تصريحات إسرائيلية رسمية.
الهجمات دمرت مئات الأهداف، بما في ذلك المطارات العسكرية ومراكز القيادة والمخازن الاستراتيجية، مما أدى إلى شلل تام في قدرات الجيش السوري. المشهد أعاد إلى الأذهان التدخلات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة، لكنه هذه المرة كان مختلفًا بحجمه وتأثيره، ما أثار تساؤلات حول التنسيق الدولي وراء هذا الهجوم.
ردود فعل إيرانية غاضبة
منذ سقوط النظام، ظهرت مواقف متباينة داخل إيران. في حين ألقى خامنئي باللوم على "التخطيط الإسرائيلي الأمريكي الكامل"، دعا مسؤولون آخرون إلى تقييم الأسباب الداخلية لانهيار النظام. وسائل الإعلام الإيرانية ركزت على ما وصفته بـ"الخيانة الدولية" التي أسقطت نظام الأسد، مؤكدة أن هذا التطور يمثل ضربة كبيرة لمحور المقاومة في المنطقة.
دلالات تصريح خامنئي
تصريح خامنئي يعكس حجم الصدمة داخل طهران. فمن جهة، يشير إلى اعتراف ضمني بفشل إيران في حماية حليفها الأبرز في المنطقة، ومن جهة أخرى، يُظهر تخوفًا من تداعيات هذا السقوط على نفوذ إيران الإقليمي. التركيز على "التخطيط الإسرائيلي الأمريكي" يعكس محاولة لتبرير الهزيمة أمام الشعب الإيراني، وربما تمهيدًا لتحركات جديدة على الساحة الإقليمية.
في الختام، يشكل سقوط النظام السوري منعطفًا حاسمًا في مسار الصراع بالمنطقة، حيث ستعيد القوى الإقليمية والدولية ترتيب أولوياتها، فيما يبقى مستقبل سوريا مفتوحًا على كافة الاحتمالات.