رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

ماذا يحدث في كوريا الجنوبية.. هل تشهد سول انقلابًا عسكريًا؟

المصير

الثلاثاء, 3 ديسمبر, 2024

05:46 م

في خطوة غير مسبوقة، أعلن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول فرض الأحكام العرفية، مما أثار تساؤلات حول مستقبل الديمقراطية في البلاد. هذه الخطوة، التي تضمنت إغلاق البرلمان ووقف الأنشطة السياسية والإضرابات، جاءت في سياق خلاف سياسي حاد يهدد استقرار النظام السياسي في سول.

تفاصيل القرار

في خطاب قومي بثه التلفزيون، أكد الرئيس يون أن فرض الأحكام العرفية جاء لحماية الحرية والنظام الدستوري من محاولات المعارضة "شل الإدارة". وشدد على أن هذه الإجراءات تهدف أيضًا إلى تحييد أنصار كوريا الشمالية، مضيفًا: "من خلال إعلان الأحكام العرفية، سأقوم بإعادة بناء وحماية كوريا الجنوبية الحرة".

وأصدر قرارًا بحظر الأنشطة السياسية والإضرابات، مع إخضاع وسائل الإعلام لسيطرة قيادة الأحكام العرفية. كما تم توجيه وزير الدفاع لعقد اجتماع طارئ مع القائد الأعلى للجيش لبحث تنفيذ الإجراءات.

خلفية الصراع السياسي

تأتي هذه التطورات وسط مأزق سياسي متصاعد بين حكومة الأقلية التي يقودها الرئيس يون، والحزب الديمقراطي المعارض. المعارضة تسعى لتمرير مقترح ميزانية خاص بها وعزل المدعي العام، بينما يواجه زعيم الحزب الديمقراطي قضايا قانونية معقدة.

الرئيس يون، الذي استخدم حق النقض ضد سلسلة من مشاريع القوانين، واجه انتقادات حادة حتى من داخل حزبه، مما دفعه لاتخاذ إجراءات حاسمة للحفاظ على سيطرته.

التأثير على العلاقات الخارجية

رغم تأكيد الرئيس يون أن هذه الخطوة لن تؤثر على السياسة الخارجية، إلا أن الوضع الداخلي قد يلقي بظلاله على علاقات كوريا الجنوبية الدولية. الحلفاء الغربيون، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد يعربون عن قلقهم إزاء تقويض الديمقراطية في البلاد.

إقليميًا، قد تستغل كوريا الشمالية الوضع لإطلاق حملة دعائية ضد جارتها الجنوبية، مما يزيد التوترات القائمة. كما قد تشهد العلاقات مع اليابان والصين تحديات جديدة إذا اعتُبرت هذه الخطوة مؤشرًا على عدم استقرار سياسي طويل الأمد.

تأثير الأزمة على الاقتصاد والشركات الكبرى

الاقتصاد الكوري قد يدفع ثمن هذه الإجراءات، حيث تواجه الشركات العملاقة مثل سامسونج وهيونداي ضغوطًا متزايدة. التراجع الحاد في قيمة الوون الكوري – الذي وصل إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عامين – يعكس قلق المستثمرين بشأن الاستقرار السياسي.

الشركات الكبرى تعتمد على صورة كوريا الجنوبية كدولة ديمقراطية ومستقرة لجذب الاستثمارات. أي استمرار للأزمة السياسية قد يضعف من قدرتها على المنافسة عالميًا ويؤثر على خططها التوسعية.

أسباب الأزمة

الجمود السياسي: تصاعد الخلاف بين الحكومة والمعارضة أدى إلى شلل في البرلمان.

تهديدات أمنية: الرئيس يون أشار إلى وجود تهديدات من أنصار كوريا الشمالية لتبرير الإجراءات.

أزمات قانونية: القضايا الموجهة ضد زعيم الحزب الديمقراطي ساهمت في تصعيد الأزمة.

ضغوط اقتصادية: تراجع العملة وزيادة التوترات الاقتصادية دفعت إلى اتخاذ قرارات استثنائية.

الحفاظ على النظام: الحكومة ترى أن الإجراءات ضرورية لمنع الفوضى وحماية الدستور.

تواجه كوريا الجنوبية اختبارًا سياسيًا غير مسبوق مع إعلان الأحكام العرفية. وبينما يسعى الرئيس يون لتبرير قراراته بحماية النظام الدستوري، يبقى مستقبل الديمقراطية في البلاد على المحك. الأثر المحتمل على العلاقات الخارجية والشركات الكبرى يضيف أبعادًا جديدة للأزمة، ما يثير تساؤلات حول قدرة سول على تجاوز هذا المنعطف الحاسم دون خسائر فادحة.