في تأكيد جديد على قدرة المقاومة اللبنانية على تحقيق التوازن مع الاحتلال الإسرائيلي، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تقريرًا يفضح حجم الدمار الهائل الذي خلفته صواريخ حزب الله على شمال إسرائيل. التقرير الذي صدر بلغة تعكس عمق الأزمة التي واجهتها دولة الاحتلال، يكشف أن صواريخ المقاومة لم تكن مجرد ردود عشوائية، بل كانت ضربات دقيقة وموجعة استطاعت أن تعيد صياغة معادلة الردع في المنطقة.
حجم الكارثة وفق "يديعوت أحرونوت"
وفقًا لما ذكرته الصحيفة، فإن الدمار في مدينة كريات شمونة الواقعة على الحدود مع لبنان كان "لا يصدق". وأوضحت أن ترميم المدارس المتضررة وحده سيستغرق أربعة أشهر، في حين أن الوضع في بقية البلدات الحدودية ليس أفضل حالًا. وتابعت الصحيفة:
"لا يكاد يوجد مبنى سليم في البلدات الحدودية"، إذ أن معظم المنازل بحاجة إلى ترميم جذري أو حتى هدم كامل.
"عدد المنازل المدمرة في الشمال تجاوز 8800 منزل"، في إشارة إلى أن هذه الضربات لم تكن مجرد ضربات تكتيكية بل استراتيجية.
"تضرر أكثر من 7000 مركبة ونحو 300 موقع زراعي"، ما يشير إلى الشلل شبه الكامل الذي أصاب الشمال الإسرائيلي.
الردع المتبادل.. المعادلة الجديدة
ما بين صواريخ المقاومة اللبنانية التي دكت المدن والمزارع الإسرائيلية، والاعتراف العلني من وسائل الإعلام العبرية بحجم الكارثة، يتضح أن حزب الله تمكن من فرض معادلة جديدة في الصراع: "الردع المتبادل والدمار المتبادل". فبعد سنوات من اعتماد الاحتلال على سياسة "التفوق العسكري المطلق"، أظهرت المقاومة أنها قادرة على توجيه ضربات مكافئة تُجبر الاحتلال على إعادة التفكير في أي مغامرات عسكرية جديدة.
رسالة إلى الساخرين من المقاومة
إلى أولئك الذين شككوا في قدرة المقاومة أو سخروا من إنجازاتها، تأتي هذه الأرقام الصادمة كدليل حي على أن المقاومة ليست مجرد تنظيم مسلح، بل مشروع استراتيجي قادر على تحقيق توازن القوى مع عدو يتباهى بأحدث التقنيات العسكرية. فالأضرار التي لحقت بالشمال الإسرائيلي ليست مجرد أرقام على ورق، بل دليل على أن المقاومة استطاعت تحويل الاحتلال إلى كيان يعيش تحت تهديد مستمر، غير قادر على حماية عمقه الاستراتيجي.
في الختام
ما نشرته "يديعوت أحرونوت" ليس مجرد اعتراف إعلامي، بل شهادة على أن صواريخ حزب الله أثبتت فعاليتها في تحقيق الردع والرد على العدوان الإسرائيلي. وبينما تعيش إسرائيل كوابيس الدمار والشلل الاقتصادي، يبقى حزب الله نموذجًا للمقاومة التي استطاعت بقدراتها الذاتية أن تقف نداً لدولة الاحتلال، وتفرض معادلة جديدة عنوانها: "إذا دُمرت بيوتنا، فلن تبقى بيوتكم سليمة".