في خطوة جادة لمكافحة انتشار الشائعات الرقمية وانتحال الشخصيات عبر منصات التواصل الاجتماعي، بدأ المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة الكاتب الصحفي كرم جبر، في تنفيذ خطة واسعة النطاق لرصد وملاحقة الصفحات المزيفة التي تنتحل أسماء مسؤولين وشخصيات عامة وفنانين. تأتي هذه الجهود ضمن مبادرة "امسك مزيف"، التي أُطلقت عقب توصيات مؤتمر "التنظيم الذاتي للإعلام في مواجهة الشائعات"، بهدف التصدي للأخبار المفبركة التي تهدد استقرار المجتمع.
وأكد المجلس أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بالتنسيق مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات ضد القائمين على إنشاء هذه الصفحات. وطالب المزورين بإزالة الصفحات فورًا، كما دعا من زُيفت الصفحات بأسمائهم إلى الإبلاغ الفوري عنها، في خطوة تهدف إلى إشراك الرأي العام في تعقب هؤلاء المزورين.
قائمة الأهداف المزيفة
تصدرت أسماء بارزة المشهد، من بينها الفريق كامل الوزير، الفريق مهاب مميش، والرئيس الراحل حسني مبارك، وشيخ الأزهر. كما تضمنت القائمة رجال أعمال وشركاتهم، مثل أحمد السويدي، هشام طلعت مصطفى، أحمد عز، ونجيب ساويرس. لم تقتصر هذه الظاهرة على الشخصيات، بل شملت مؤسسات الدولة مثل رئاسة الجمهورية ووزارات الثقافة والإسكان والإنتاج الحربي.
المؤسسات الثقافية والإعلامية ليست بمنأى
لم تسلم الأسماء الفنية والإعلامية من هذا الخطر، حيث استهدفت الصفحات المزيفة شخصيات مثل الفنان أحمد عز، النجم عمرو دياب، والإعلامي عمرو أديب. وقد شهدت المؤسسات الثقافية والدينية، مثل الأزهر الشريف وهيئة المجتمعات العمرانية، تكرار هذه الانتهاكات.
توصيات لتعزيز الأمن الإعلامي
شددت توصيات مؤتمر "التنظيم الذاتي للإعلام" على ضرورة مواصلة ملاحقة الحسابات المزيفة وتعزيز الوعي الإعلامي لدى الجمهور. كما اقترحت تدشين منصة موحدة تمكن الصحفيين والإعلاميين من التحقق من الصور والأخبار، بجانب تنظيم دورات تدريبية للمتحدثين الرسميين حول كيفية التعامل مع الشائعات بشكل احترافي.
التنبؤ بالمواسم المليئة بالشائعات
أوصى المجلس بتطوير أدوات للتنبؤ بمواسم الشائعات، مثل فترات دخول المدارس، وضخ معلومات دقيقة لتفادي انتشار المغالطات. هذه المبادرات تؤكد على أهمية التحرك الاستباقي في مواجهة المعلومات الزائفة التي تستغل الفراغ المعلوماتي لإثارة البلبلة.
تحركات المجلس الأعلى للإعلام لا تقتصر على مواجهة الصفحات المزيفة، بل تهدف إلى تعزيز الأمن الإعلامي وبناء وعي مجتمعي ضد الشائعات. إنها معركة طويلة تتطلب تكاتف الجهود الإعلامية والمجتمعية لحماية الفضاء الرقمي من الانتهاكات التي تهدد مصداقية المؤسسات والشخصيات على حد سواء.