الدعامة المكسورة- جمال شعبان
لا تزال قضية "الدعامة المكسورة" تثير الجدل في الأوساط الطبية والشعبية بمصر، حيث يتهم الدكتور جمال شعبان ونجله الدكتور أحمد جمال شعبان بارتكاب خطأ طبي أثناء عملية تركيب دعامة قلب للمواطن البريطاني من أصل مصري، الدكتور عادل الليثي.
القضية كانت بمثابة ثقب أسود كبير في منظومة العلاج الحر والعيادات الخاصة في مصر، سلطت الضوء على جوانب قاتمة في مجال الرعاية الصحية وطرحت تساؤلات حول نزاهة وشفافية نقابة الأطباء المصرية التي تمثل نموذجًا في تحقيق العدالة.
منذ انطلاق التحقيقات، تعهدت نقابة الأطباء ببيانات واضحة بفتح التحقيق مع جميع الأطراف، مؤكدة سعيها نحو تحقيق العدالة وكشف الحقائق.
لكن مرور الأسابيع دون أي نتائج رسمية زاد من التساؤلات حول أسباب هذا التأخير غير المفهوم.
فالجمهور يطالب بتوضيح أسباب الغموض الذي يحيط بالقضية، وهو غموض يعكس ضغطًا على النقابة للخروج من هذا المأزق بتبريرات مقنعة، كما يرى كثير من المتابعين.
التحقيق في أسباب التأخير يقود إلى عوامل عدة، أبرزها الضغوط الاجتماعية وضغوط بعض الأطراف النافذة المحيطة بالقضية.
فقد يشكل الخوف من تأثير النتائج على سمعة الأطباء وعلى العلاقة بين الأطباء أنفسهم داخل النقابة أحد أسباب تعقيد الأمور، العلاقات المهنية والشخصية بين الأطباء المتهمين وبعض أعضاء النقابة ربما أضافت طبقة أخرى من التعقيد، ما يثير تساؤلات عن مدى حيادية التحقيقات.
على الرغم من خطوة النقابة الإيجابية بتشكيل لجنة تحقيق، فإن الغموض الذي يكتنف سير القضية يثير الريبة. فهناك تساؤلات حول احتمال تخوف النقابة من ردود فعل الأطباء، أو وجود قضايا داخلية تعرقل إصدار النتائج. مثل هذه القضايا تتطلب أعلى درجات الشفافية، لا سيما أن خطًا طبيًا يمس حياة مريض يعاني من تداعياته.
وفي ظل هذه الأجواء، ينتظر المجتمع بترقب نتائج التحقيق ويعبر عن قلقه واستيائه من تأخر النقابة في اتخاذ خطوات حاسمة. يتساءل المواطنون: هل تستطيع النقابة استعادة مصداقيتها وتلبية مطلب العدالة في هذه القضية؟ إن استمرار التأخير يزيد من حدة الشكوك ويضعف ثقة المرضى بالنظام الصحي، مما قد يؤثر على تعامل المواطنين مع الخدمات الطبية مستقبلًا.
ويبقى السؤال الأساسي: هل ستتمكن نقابة الأطباء من تجاوز العقبات وإعلان نتائج تحقيق قضية "الدعامة المكسورة"؟
إن الحاجة ملحة لضمان الشفافية والنزاهة في معالجة القضايا الطبية، والمجتمع يتطلع بشدة إلى أن يظهر الحق ويأخذ كل طرف حقه.