في قلب غزة الجريحة التي تتعرض لأكبر حملة إبادة جماعية في التاريخ، والتي شهدت على مدار عام كامل مذابح ومجازر تهتز لها السموات والأرض، تأتي مشاهد وقصص تخلع القلب من مكانه.
وتقف كل كلمات الكون عاجزة عن التعبير عن مشاعر طفل فقد كل عائلته ومشاعر أب فقد كل أبنائه، ومشاعر رضيع تحت الأنقاض، ومشاعر رعب سكان القطاع من صوت ال إف 16، وصورايخ وقنابل خارقة وحارقة ومارقة ينتظرونها كل لحظة وينتظرون معها الموت في أقسى وأشنع صوره.
ثعابين ساويرس
وسط كل هذا الألم والعجز والقهر، خرجت علينا المذيعة إنجي علي بفستان مقزز وقبيح ووقح وأكثر سماجة منها هي شخصيا،في مهرجان الجونة للعري الجماعي الذي يشرف عليه آل ساويرس محققين من ورائه، هدفين، الأول دعايا بعشرات الملايين لمشروعهم السياحي "الجونة"، والثاني تعميق ثقافة العري والانحطاط.
وبدون مبالغة ولا تهويل،إذا أعملت عقلك لدقائق ستجد أن نجيب ساويرس لا يربي ولا يقتني ولا يتبني ولا ينفق غير على الثعابين "محمد رمضان - إسلام بحيري - إبراهيم عيسى - مؤسسة تكوين - الجونة -" كل هذه الثعابين السامة في جراب ساويرس لا تبث غير السموم ولا تقدم غير ما يسحق المجتمع فكريا وخلقيا وعلميا.
null
فجور إنجي علي
وفي مولد سيدي العريان لأصحابه آل ساويرس، خرجت علينا تلك المذيعة المتصابية التي تعتمد فقط على التعري كأسلوب حياة بفستان فاضح عبارة عن حمالة صدر، فقط في الجزء العلوي، أرادت تلك الإعلامية التي أكل عليها الدهر وشرب والتي بلغت من العمر عتيا أن تتصدر التريند،بفجاجة ووقاحة غير مسبوقة في تاريخ الإعلام المصري،
فارتدت فستانا أكثر عريا من بدل الراقصات في الكباريهات، كاشفةً عن صدرها وظهرها وبطنها في مشهد فاضح يفتقر للحياء والذوق، على مرأى ومسمع من الجميع.
وكأنها تبحث عبثًا عن رجل أعمال ينقذها من بؤس القبول الجماهيري الذي لم تحظ به طول حياتها.
فحتى راقصات الشوارع وهن الأكثر بجاحة والأكثر عريا لا يمكن لواحدة منهن أن تلبس الفستان الذي لبسته انجي على، فهن رغم كل المستنقعات الأخلاقية التي يعيشون فيها، لديهن شيئ من الحياة، فهن لا يلبسن بدلة الرقص سوي على المسرح، فيما عدا ذلك يلبسن العباءة
دعارة على شاشة النهار
ومن إنجي علي إلى منافستها في الابتذال، الإعلامية ياسمين الخطيب، التي تحاول منذ سنوات أن تكون نسخة " فيك" من هيفاء وهبي، الخطيب التي تمتلك ملامح بلاستيكية وجمالًا مصطنعًا، استضافت مؤخراً يوتيوبر ساقطة اسمها هدير عبد الرازق، التي انتشر لها فيديو جنسي أثار ضجة كبيرة في مصر وتصدر الترند على منصة إكس لعدة أيام.
والحوار الذي دار بينهما على قناة "النهار" وهي قناة كبيرة وليست بير سلم يعكس مستوى مخزياً من الانحطاط، إذ تحدثت عبد الرازق بكل وقاحة عن عدد العرسان الذين تقدموا لها بعد فضيحة الفيديو الجنسي ، وهو كلام يروج للدعارة ويشجع الفتيات على السقوط في هذا المستنقع
جريمة تحريض على الفسق
ما قامت به ياسمين الخطيب بعيدا عن كونه وقاحة وانحطاط ومجاري إعلامية طفحت في شوارع مصر، وطلقات رصاص على العقل الجمعي والعقل الباطن للمصريين، الذين يرون عاهرة وساقطة أصبحت ضيفة على قناة كبيرة، وتتحدث بكل عهر عن الفيديو الجنسي، وفوائده التي جلبها لها.
فإنه قبل كل ذلك يمثل جريمة تحريض على الفسق والفجور.
وإهذا السلوك الإعلامي المنحط ليس مستغربا على ياسمين الخطيب كونها قد جاهرت ب علاقتها مع المخرج خالد يوسف صاحب الأفلام الجنسية الشهيرة.
إن ما يحدث اليوم على الشاشات المصرية ليس إلا محاولات فاشلة لتدمير القيم وتلويث الأجيال القادمة، وكأن هناك من يسعى عمدًا لإغراق المجتمع في مستنقع الانحطاط الأخلاقي.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه الأطفال في غزة ولبنان الموت تحت أنقاض منازلهم، بسبب الإجرام الصهيوني المغلف بغطاء ديني، يُصر الإعلام المصري على تقديم تلك النماذج المخزية..
أهالي غزة يكافحون الجوع والحصار، ويودعون أحباءهم كل يوم، بينما نرى على شاشاتنا مذيعات ومقدمات يروجن لانحطاط لا يليق بأي مجتمع محترم.
ما الذي سيشعر به شباب وفتيات مصر حينما يرون هذه السلوكيات الحقيرة وهي تُعرض عليهم دون حياء؟ أليس من الطبيعي أن نرى جيلاً مشوشاً وقيمه مضطربة عندما يشاهد من يُفترض بهن أن يكن قدوة يتحدثن عن الفحش والانحطاط وكأنه شرف؟
وفي الوقت الذي تسطر فيه المقاومة في غزة ولبنان ملاحم خالدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتتحول رموز كـيحيى السنوار إلى أيقونات عالمية للنضال والصمود، ينشغل بعض الإعلام المصري بترويج الابتذال والتفاهة في صورة نماذج مبتذلة كإنجي علي وياسمين الخطيب.
. أطفالٌ غزة يموتون تحت أنقاض بيوتهم، وآباء وأمهات يودعون فلذات أكبادهم.، العائلات تُباد بالكامل، وأطفال لم يبقَ لهم عائل، وشمال غزة يكافح الموت جوعاً تحت حصار يفرضه عدو لا يعرف الرحمة.، وإعلامنا يروج للعهر على يد إعلاميات بائسات يحاولن جذب الأنظار عبر قصص الرذيلة
إن المشهد يعكس أزمة في قيم الإعلام المصري الذي بات يقدم محتوى يعادي الشرف والوطنية ويشوه مفهوم الإعلام ذاته.
وبينما تنحدر هذه النماذج المتدنية إلى مستويات غير مسبوقة من الوقاحة، نتذكر مذيعات الزمن الجميل كأبلة فضيلة، صفية المهندس، وليلى رستم وكاريمان حمزة ،وعشرات غيرهن كنّ أمثلة حقيقية للوعي والاحترام، وكن يقدمن رسائل هادفة تغرس القيم السامية وتنير العقول. كانت أبلة فضيلة تسرد للأطفال قصصاً تدعو إلى الفضيلة والعفة والأخلاق، وكانت صفية المهندس تزرع الاحترام في نفوس مشاهديها، بينما تقدم ليلى رستم حوارات ثقافية تفتح العقول وتدفع الجمهور نحو العلم والمعرفة. أي مقارنة يمكن أن نقيمها بين ذلك الزمن النبيل وهذا الزمن الذي أصبحت فيه بعض القنوات واجهة للانحطاط الأخلاقي، تدعو إلى السقوط والانحلال